أكدت مصادر قريبة من المفاوضات الجارية بين دولتي السودان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حدوث اختراق على طاولة المحادثات، مؤكداً وجود ترتيبات تجري لتوقيع اتفاق بين الجانبين حول القضايا الخلافية. وأضافت أن التقارب تم في ظل تعتيم إعلامي كامل، وأن الوفدين اتفقا على عدة قضايا تتعلق بالأمن والحدود كانت محل الخلاف طوال الفترة الماضية لاسيما قضية أبيي التي تم الاتفاق على تشكيل الإدارية وبقية مؤسساتها الأخرى بخلاف المجلس التشريعي الذي قررت اللجنة ترحيله لقمة الرئيسين المزمع عقدها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات لا تزال جارية حول مسألة فك الارتباط بين جوبا والمتمردين الذين يقاتلون الحكومة السودانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. ويأتي هذا التقدم في الوقت الذي باشرت فيه دولة الجنوب انسحابها من الحدود المتنازع عليها مع السودان بموجب اتفاق يرمي إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح في وقت لاحق بين الدولتين. وقالت في بيان نشر في ختام سلسلة جديدة من المحادثات في أديس أبابا حيث مقر الاتحاد الإفريقي "حكومة الجنوب أنجزت انسحاب كل قواتها جنوب الخط المركزي الذي قدمته إلى الطرفين لجنة الاتحاد الإفريقي . وهذه هي الخطوة الأولى بهدف الفصل بين قوات البلدين وتطبيق كامل لانسحاب من 10 كيلومترات". ودعا وزير الدفاع الجنوبي جون كونغ نيون الخرطوم إلى "تطبيق مماثل ودون شروط لاتفاقات الأمن الموقعة في سبتمبر الماضي.
إلى ذلك واصلت السلطات الأمنية السودانية اعتقال رموز المعارضة، حيث اعتقلت أمس رئيس حزب المؤتمر إبراهيم الشيخ بعد ساعات من عقده مؤتمراً صحفياً انتقد فيه تبرؤ بعض الأحزاب من وثيقة "الفجر الجديد" التي تم توقيعها مؤخراً في العاصمة الأوغندية كمبالا والتي تدعو لإسقاط النظام بالقوة. كما وجَّه انتقادات لاذعة إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم ووصفه بأنه "لعنة على السودان".