تبرأت وزارة التجارة والهيئة العامة للسياحة، من مراقبتهما لأسعار الاستراحات، مؤكدتين أنها لا تدخل ضمن اختصاصهما، في الوقت الذي تشهد فيه الاستراحات ارتفاعا ملحوظا في أسعارها وخاصة في فصل الشتاء. وذكر مدير فرع وزارة التجارة بمنطقة تبوك، محمد الصايغ، أن إدارته ليس لها علاقة بمراقبة الاستراحات، فهي تتبع لهيئة السياحة والآثار، بينما ذكر مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة، ناصر الخريصي، أن الاستراحات التي داخل المدن وخارجها لا تدخل ضمن اختصاص الهيئة، نظرا لعدم استيفائها لشروط و معايير الهيئة للإسكان السياحي، مشيرا إلى أن سياحة تبوك رخصت لـ 65 وحدة إسكان سياحي، منها: 15 ترخيصا لفنادق، 10 منها داخل مدينة تبوك و5 فنادق في المحافظات الأخرى، كما تم الترخيص لـ50 وحدة سكنية مفروشة، منها 35 وحدة داخل مدينة تبوك و15 وحدة في المحافظات الأخرى، كما أن هناك 17 رخصة تأسيس لمنشآت تحت الإنشاء، (فنادق ووحدات سكنية مفروشة ).

وأكد الخريصي أن الفرع يتابع المنشآت من خلال الجولات التفتيشية الميدانية، ومن خلال تلقي الملاحظات والشكاوى من المستفيدين من الخدمة؛ لضمان الالتزام بالأسعار المعلنة، والخدمات الملزمة من خلال الترخيص والتصنيف المعتمد لتلك المنشآت، كما بدأ الفرع باستقبال طلبات الترخيص لأنواع جديدة اعتمدت لنشاط الإسكان السياحي مثل (الفلل والشقق الفندقية، والمنتجعات والنزل السياحية، وفنادق الطرق).

من جانبها، التقت "الوطن" بعدد من المواطنين في جولة ميدانية، حيث ذكر محمد العسيري أن أسعار الاستراحات كانت لا تتجاز 500 ريال في فصل الصيف، بينما وصلت في فصل الشتاء إلى 1200 ريال، رغم قلة الخدمات داخلها، مستغرباً من الأسعار الخيالية التي تشهدها تلك الاسترحات، ومطالبا الجهات المعنية بضرورة مراقبتها وتحديد أسعار لها حتى لا تحدث مثل تلك الارتفاعات المبالغ فيها.

أما المواطن سليمان الرشيدي فقد ذكر أن الاسترحات في منطقة تبوك تديرها وتتحكم فيها العمالة الأجنبية وترفع الأسعار كيفما تشاء، مشيرا إلى أن كثرة الاستراحات في المنطقة لم تؤثر في انخفاض الأسعار؛ بسبب تحكم العمالة الآسيوية بأسعارها، ومؤكداً في الوقت ذاته "أن ارتفاع أسعار الاستراحات في المنطقة لم يوقف الأهالي من استئجار تلك الاستراحات التي يعتبروها جزءا من العادات والتقاليد التي اعتادوا عليها في فصل الشتاء بحكم اجتماعاتهم اليومية، وخاصة الشباب".

من جهته ذكر أحد أصحاب الاستراحات أن سعر الاستراحات يختلف من واحدة لأخرى، حسب الموقع والخدمات الموجودة فيها، ومساحة المكان ونظافته ومدى الإقبال عليه من الزبائن، وقال "الاستراحات الجيدة هي التي تفرض نفسها من جهة الإقبال وسعرها المرتفع"، مبيناً أن تكاليف البناء ورواتب العمال المرتفعة تجعل الأسعار تتجه للارتفاع، وهذا الأمر ليس متوقفا على الاستراحات فحسب، بل على جميع السلع المعروضة والعقارات، مشيراً إلى أنه يرى أسعار الاستراحات طبيعية، لأنها تمر بموسمها السنوي وخاصة في منطقة تبوك للإقبال الكبير الذي تشهده تلك الاستراحات من قبل الأهالي.