أعلنت الجزائر أن العملية العسكرية التي شنتها قواتها أمس لتحرير رهائن تحتجزهم مجموعة إسلامية مسلحة في جنوب شرق البلاد لا تزال مستمرة وسمحت بـ"تحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين والأجانب"، معربة عن أسفها لسقوط "بعض القتلى" خلالها. وقال وزير الاتصال الجزائري محمد السعيد في تصريح قرأه في التلفزيون الحكومي إن العملية سمحت بـ"تحرير عدد كبير من الرهائن الجزائريين والأجانب، والقضاء على عدد كبير من الإرهابيين الذين حاولوا الفرار"، معربا عن الأسف لسقوط "بعض القتلى". وأضاف "ليس لدينا الحصيلة النهائية، والعملية متواصلة لتحرير باقي الرهائن".
وأفادت معلومات سابقة أن الجيش الجزائري حرر نحو 600 عامل جزائري، وأربع رهائن أجانب اثنان من أستكلندا ومواطن كيني وآخر فرنسي، كانوا محتجزين منذ أول من أمس من قِبل مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة، في قاعدة الحياة لمعالجة الغاز بمنطقة "إن أمناس"، جنوب شرق العاصمة الجزائرية في عملية نفذتها قوات الجيش أمس على القاعدة.
وقالت مصادر جزائرية، إن 25 رهينة أجنبيا فروا وقتل 6 آخرون، خلال عملية تحريرهم.
ويعمل في موقع الغاز، 700 شخص أغلبهم من الجزائريين.
ولا زالت ظروف تحرير الرهائن غامضة حتى الآن، وفق وكالة الأنباء الجزائرية التي أوردت ذلك نقلا عن مصادر محلية بمحافظة ايليزي الجنوبية التي تتبعها القاعدة النفطية.
ونقلت وكالة نواكشوط للأنباء عن متحدث باسم الخاطفين قوله، "قتل نحو 34 رهينة و15 من خاطفيهم في قصف للجيش الجزائري"، مؤكدا مقتل "أبو البراء" الذي قاد المجموعة التي نفذت الهجوم واحتجزت خلاله 41 أجنبيا بينهم 7 أميركيين، وفرنسيين وبريطانيين ويابانيين وعشرات الجزائريين.
وقال ناطق باسم كتيبة "الموقعون بالدم" التي يقودها الجزائري، مختار بلمختار، إن العملية تأتي "انتقاما من الجزائر التي فتحت أجواءها أمام الطيران الفرنسي لشن هجمات على مالي".
كما تمكن 30 عاملا جزائريا من الفرار، وتم العثور عليهم من قبل الجيش الذي قام بنقلهم بالطائرات المروحية التي تحلق فوق القاعدة.
وعبرت واشنطن عن قلقها على وضع الرهائن، وتطالب بـ"توضيحات". وأوضح جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، "بكل تاكيد إننا قلقون حيال المعلومات عن وقوع خسائر في الأرواح" في أثناء العملية، مضيفا في مؤتمر صحفي "إننا نحاول الحصول على توضيحات من الحكومة الجزائرية".
وكان مسؤول أميركي قال، إن الولايات المتحدة أرسلت طائرة بدون طيار للاستطلاع فوق محطة الغاز الجزائرية. ولم يقدم المسؤول ـ الذي اشترط عدم نشر اسمه ـ مزيدا من التفاصيل بما في ذلك توقيت أو مدة المهمة التي تقوم بها الطائرة.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إن أزمة الرهائن تتطور "في ظروف مأساوية".
وأوضح هولاند أمام مسؤولين في الإليزيه، أن "السلطات الجزائرية تطلعني على الوضع بانتظام لكنني ما زلت لا أملك العناصر الكافية لتقييمه".
وأضاف "ما يحدث في الجزائر يقدم دليلا آخر على أن قراري بالتدخل في مالي كان مبررا".
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن أسفه لعدم قيام السلطات الجزائرية بإبلاغه مسبقا بالعملية التي شنتها قواتها المسلحة لتحرير الرهائن في موقع احتجازهم.
وكان وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لو دريان، أعلن أمس،أن القوات الفرنسية وسعت عملياتها في شمال مالي في مواجهة مقاتلين مرتبطين بالقاعدة، وشنت أول هجوم بري بعد غارات جوية استمرت ستة أيام.
وقال لو دريان للصحفيين، إن هناك الآن 1400 جندي فرنسي في مالي. وتدور معركة بين الجنود الفرنسيين والمتمردين في بلدة ديابالي في مالي، ومن المرجح أن تستمر حتى اليوم.