شنت القوات المسلحة السورية هجوماً جديداً على مدينة حلب الشمالية أمس بعد يوم من مقتل 87 شخصاً في تفجيرات في جامعة المدينة، فيما قال المرصد السوري إن مصادر من مقاتلي المعارضة على الأرض ذكرت أنهم كانوا يقاتلون قوات الحكومة في الساعات الأولى من صباح أمس قرب بستان القصر. وفي مدينة إدلب شمال غرب سورية قتل 22 شخصاً وأصيب 30 آخرون أمس في انفجار سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 3 سيارات مفخخة استهدفت مراكز أمنية، وأن معظم القتلى من قوات النظام. وأوضح أن التفجير الأول وقع في دوار الزراعة والثاني في دوار المطلق. وأشار إلى أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة خطرة. كما أن هناك أشلاء جثث لم يتم التعرف عليها بعد.

إلى ذلك أفادت مصادر مستقلة بأن الجيش قتل عشرات الأشخاص في الهجوم الجديد في بعض أحياء حلب وريفها وأوقع عدداً من القتلى والإصابات، مشيرة إلى أن جنود الجيش السوري الحكوميين تكبدوا خسائر فادحة. ونقلت لجان التنسيق المحلية في بيان صدر عنها أمس عن شهود في الجامعة تأكيدهم أن طائرة حربية أطلقت صاروخاً باتجاه دوار كلية العمارة، ثم صاروخاً آخر استهدف الوحدة الثانية في السكن الجامعي التي تزدحم بالنازحين الهاربين من القصف المستمر على المدينة. وأشارت إلى أن القصف جاء بعد رؤية طائرة حربية محلقة في سماء الجامعة تطلق بالونات حرارية خوفا من الصواريخ من منطقة بني زيد والليرمون. وقالت اللجان "توقيت المجزرة كان جزءاً من خطة النظام لإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف جامعة عهدناها منبعاً للثورة الطلابية"، مؤكدة أن الجامعة ستبقى رمزاً من رموز انتفاضة الشعب السوري. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لجثث على الأرض في أحد الشوارع وسيارات محترقة، كما أظهرت المشاهد سقوط واجهة مبنى الجامعة المكون من عدة طوابق، إضافة إلى سقف أحد الممرات. كما بث طلاب هواة مشاهد لبعض الطلاب وهم ينقلون كتباً من داخل الجامعة بعد الانفجار. إلى ذلك واصلت روسيا محاولاتها لتغيير الحقائق على الأرض، حيث أدانت أمس تفجيرات حلب وألقت باللوم على "إرهابيين" قائلة إنهم يسعون للثأر بعد خسائر لحقت بهم في القتال مع القوات الحكومية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن التفجيرات "ندين أحدث جرائم قتل جماعي بأشد لهجة ممكنة"، ووصفت التفجيرات بأنها "ثأرية من جانب إرهابيين بعد خسائر كبيرة لحقت بهم في المواجهة مع قوات الحكومة".