قلَّلت الحكومة الأميركية أمس، من أهمية ما جاء في تقرير لوزارة خارجيتها تم تسريب مضمونه مؤخرا، ويؤكد أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية في عمليات قمع الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا. وذكرت مجلة فورين بوليسي الإلكترونية، أنها اطلعت على مضمون برقية لوزارة الخارجية موقعة من دبلوماسيين أميركيين في تركيا، تجعل فرضية أن تكون دمشق قد استخدمت غازات سامة إمكانية "مقنعة" جدا. وأوضحت المجلة أن واضعي التقرير استندوا إلى مقابلات أجريت مع ناشطين وأطباء وفارين من القوات السورية، معتبرة أن هذه الوثيقة تشكل حتى الآن أكبر جهد يبذله الأميركيون للتحقيق في اتهامات المعارضة السورية للنظام بهذا الصدد. غير أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور، قلل من أهمية ما جاء في التقرير، مشيرا إلى أنه ليس هناك أي دليل بأن سورية قامت بخطوات جديدة في هذا الصدد. وقال: "التقارير التي اطلعنا عليها عبر وسائل الإعلام حول حوادث مزعومة تتضمن أسلحة كيميائية في سورية لم تكن منسجمة مع قناعتنا، والرئيس أوباما كان واضحا للغاية حين أعلن أنه إذا ما ارتكب نظام الأسد الخطأ الفادح، واستخدم الأسلحة الكيميائية، أو أخل بواجباته القاضية بضمان أمنها، فسوف يتحمل المسؤولية". وكان البيت الأبيض قد هدَّد من استخدام تلك الأسلحة أو فقدان السيطرة على ترسانتها، قائلا: إن ذلك يشكِّل "خطا أحمر" يمكن في حال تخطيه أن تتدخل بلاده بشكل أكبر في النزاع. وأكد مسؤولون أميركيون الشهر الماضي، أن دمشق تقوم بتجميع المكوِّنات الكيميائية الضرورية لتجهيز ونشر أسلحة كيميائية، إلا أن النظام السوري تراجع عن هذه الخطط إثر صدور تحذيرات جدية من واشنطن.