اتهم عدد من الإعلاميين بعض زملائهم السعوديين بأنهم أساؤوا للمجتمع، وأن المصالح الشخصية، والشهرة باتت تشكل وعي الإعلامي على حساب المصداقية والمهنية، مع عدم إنكارهم تغير سقف الحرية في السنوات الأخيرة.
ويرى معد البرامج بإذاعة بانوراما بندر الحميد أن الإعلام السعودي مختلف بحسب اختلاف توجهه، قائلا لـ " الوطن" : أغلب الإعلام الرياضي مثلا - ولن نقول كله - أساء جدا للمجتمع، ولنا فيما يفعلون حاليا في دورة الخليج في البحرين أكبر دليل. الإعلام فيه الغث والثمين، وفيه المهنيون، ويقابلهم غير المؤهلين الذين وصلوا من الأبواب الخلفية ولا هدف لهم إلا تحقيق بعض الشهرة والمصالح الشخصية على حساب المصداقية والمهنية. ويستدرك الحميد: لا نستطيع أن نقول إن الإعلام السعودي ضعيف، بدليل ظهور كثير من الأسماء اللامعة، وفي قنوات أو إذاعات أو حتى صحف عربية أو خليجية.
ويرى الحميد أنه ليس مخولا بتحقيق الحلول، وإنما كشف القصور والسلبيات أمام الجميع، ثم يترك للجهات المختصة، مؤكدا أنه يجب اختيار ما يطرحه الإعلام بما لا يخالف الدين أولا، ثم ثوابت المجتمع وأعرافه، وهناك هامش كبير لطرح القضايا في حدود معقولة، على حد قوله.
من جانبه يذهب المذيع والمعد للبرامج التلفزيونية سلطان المرواني إلى أن الإعلام السعودي شهد في السنوات الأخيرة ارتفاعاً في سقف الحرية الإعلامية المسؤولة، وأسس هذه الحرية تنهض على مساهمة وسائل الإعلام الحكومية من تلفزيون وإذاعة في جهود الدولة التنموية، كما يقول، مضيفا: طرح الإعلام السعودي جميع الموضوعات والقضايا التي تهم الوطن والمواطن بشفافية، وحارب جميع دعوات التطرف وغيرها من المواضيع الكثيرة. ونهج الإعلام السعودي حرية مسؤولة بعيدة عن الإثارة. ويتابع المرواني" قنوات التلفزيون السعودي ملتزمة بما جاء في الخطوط العريضة للسياسة الإعلامية للمملكة، والتي تهدف إلى ترسيخ الإيمان بالله عز وجل في نفوس الناس، والنهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين ومعالجة المشكلات الاجتماعية"، مبينا أن الإعلام السعودي يهتم كثيراً بالقضايا المتعلقة بالمرأة، ولا يسيء لها بأي شكل من الأشكال، لافتا إلى أن خصخصة الإعلام ستسهم في تطوير العمل الإعلامي.
تجاهل السينما
المخرج السينمائي مهنا عبد الله يرى أن السينما عنصر أساس من وسائل الإعلام، ولا تحظى بالدعم، وذهب إلى أن السينما السعودية مبنية على اجتهادات شخصية، ودعم مادي ذاتي، من قبل مخرجين يحاولون تأسيس صناعة سينمائية في بلدنا، في ظل انعدام الأساسيات التي تنهض عليها صناعة السينما كدعم الإنتاج ودور العرض، إضافة إلى افتقاد للمعاهد والأكاديميات المتخصصة، ناهيك عن المعاناة التي يواجهها السينمائيون في بداية وأثناء ونهاية العمل، مؤكدا أنه رغم ذلك فالمخرجون السعوديون بأفلامهم حاضرون في أغلب المهرجانات الدولية وينافسون بقوة على مراكز متقدمة.