يفتتح في 20 يناير المقبل في جاليري تلال الكويت، المعرض الشخصي للفنان علي النعمان، والذي يستمر حتى 31 من الشهر نفسه، المعرض ينطوي على أعمال الفنان تحت سيطرة ذاتية ونفسية واضحة الاتجاه ومنفردة في الأسلوب، فهو لا يستطيع الاستغناء عن الشخوص لأنها محور الارتكاز للعمل كعنصر مهم لديه رغم أنه حاول في بعض الأحيان الاجتهاد للاستغناء عنها إلا أنه وبغضب يفضل إظهارها.
وأوضحت مديرة الجاليري سلوى القاضي أن الفنان يبحث عن مصادر الطاقة في العمل ويسعى لاكتشافها ويتعمق في خفاياها من خلال الضوء كما لو كان يسعى لاكتشاف نفسه.. لذلك نجد مناطق الضوء في العمل تصرخ لتعلن عن وجودها، فيتكون حوله كل خواطره وأحاسيسه وأفكاره ومشاعره فتتحد العناصر اللونية في اتجاهه أو تتفرق منه لينشر عليها ضياءه وكأنه يعيد بعث الكائنات من جديد، فتتحول مرات لأشكال مرئية مادية واضحة المعالم، ومرات لأطياف وهمية تتصارع داخل رحم الألوان لمولود جديد يتشوق للخروج.
وتضيف أن خبرة الفنان في توظيف الألوان، تتجلى في انتشارها بقوة، كونها الجوهر الحقيقي في العمل فتخرجه من حالة الصمت والهدوء والتأمل لتعود به في تضاد كنبض للحياة وحركتها الدائمة. وفناننا أيضا يبحث في أعماله عن توازن بين الروح متمثلة في الألوان الفاتحة بطهارتها، وبين العقل بألوانه الداكنة وهرمونيتها، فأنتج تفاعلا طبيعيا بين الواقعي وفوق الواقعي مؤكدا استعمال السكين بمهارة وحرفية بتوظيفها في اتجاه حركة اللون بسحر يجذب المتلقي ويأسره، فلطشاته القوية والجريئة باستعمال الألوان بكثافتها تدغدغ مشاعرك، وتظهر وجودا لم يكن موجودا، فهي تجربة تستحق التأمل.