أعادت المشبّات التي تعتبر من أهم طقوس الشتاء لدى أهالي منطقة تبوك؛ مهنة "رباب الدلال" إلى الصدارة، حيث يفرض الشتاء القارس على الأهالي تجهيز مشبّاتهم الخاصة، والتي تتطلب وجود أواني القهوة "الدلال" التي تحتاج إلى صيانة أصحاب تلك المهنة القديمة.

وتفرض مهنة "رباب الدلال" نفسها في هذا الفصل، حيث يقوم الكثير من المواطنين بالذهاب إلى "ربّابين الدلال" ليعيدوا تأهيل دلالهم التي تقادم عليها الزمن، وإعادة صيانتها، لاستخدامها في "مشباتهم" التي هي عبارة عن حجرة مكسوّة بقماش مقارب لبيوت الشعر القديمة، تشعل فيها النار ويتم عمل القهوة العربية على الجمر بذات الطرق القديمة، والجلوس إلى ساعات متأخرة من الليل في الحديث وشرب القهوة والشاي.

ويأتي لجوء الأهالي إلى أصحاب المهن القديمة في "رب الدلال" لتكون صالحة للاستعمال، بعد مكوثها فترة طويلة دون استخدام، وفي هذا الصدرر يذكر المواطن ذياب العنزي أنه يذهب كل عام لـ "ربّابين الدلال" لصيانة الدلال ونظافتها، وقال "في تبوك طقوس خاصة تساعدنا على الاهتمام بالثرات والمحافظة عليه".

"الوطن" التقت أثناء جولتها بأحد أصحاب مهنة "رب الدلال"، والذي أكد أن فصل الشتاء في منطقة تبوك يشهد إقبالا كبيرا على محله المتواضع لتنظيف الدلال بالطريقة القديمة حتى يكون طعم القهوة ظاهراً، وجيدا أثناء سكبها فيها.

هذه الأسباب وغيرها أيضا، ساهمت في الإقبال الكبير على الحطب، حيث أصبح ذلك عادة سنوية عند دخول فصل الشتاء، إذ يعتبر فصل الشتاء موسما مباركا لتجار الحطب بعد مرور ما يقرب سنة كاملة من الركود في أسواق الحطب، وخاصة في فصل الصيف.

ويذكر المواطن سليمان سعيد أن "التدفئة الحديثة تستخدم داخل المنازل، ولكن إشعال النار جزء لا يتجزأ من حياتنا، وخاصه نحن سكان الشمال، فهي فرصة سانحة لتبادل الزيارات والاجتماعات، وتحلو هذه الزيارات بتواجد شبة النار ودلال القهوة بجانبها"، ورغم القرارات التي تمنع بيع الحطب يؤكد سعيد بقوله "نحن مستمرون في شراء الحطب مهما يكلفنا الثمن، فالحطب متوفر ولكن لا نريد إلا نوعا واحدا وهو السمر".