في كل مرة يطرح موضوع قيادة المرأة السعودية للسيارة تأتي ردود الفعل بنفس الأفكار وبإضافات تزيد الأمر تعقيدا وتضاعف من عدد أوراق هذا الملف الشائك والملغم. والذي بدا وكأنه من أضخم الملفات في العالم.. تضخم وتورم لدرجة أنك لو فتحته فلن تعثر على طرف خيط يوصلك لنهايته كي تطرح حلا حتى لو كان هذا الحل مشوها أو ناقصا.. لن تقدر على استجماع قواك الفكرية لترد على آلاف الأسئلة والاستفسارات والاقتراحات التعجيزية التي ضمنت به كشروط أساسية لحل المعضلة إذ لا بد وحسب رؤية المعارضين من حل كل مشكلات ومعضلات البلد ثم النظر في مثل تلك المواضيع السطحية والتافهة في نظرهم والتي صنفوها في ذيل قائمة الأولويات.
يجب حسب توجهات المناهضين حل مشكلات المرور والازدحامات والاختناقات وحسم قضايا الشباب والقضاء على البطالة والعمالة الأجنبية وتوفير الوظائف وتزويج كل الفتيان والفتيات والشيوخ والعجائز وتحسين النسل وتوفير الماء والكهرباء والمساكن ورصف الشوارع وتشجيرها وتقديم كل الخدمات وبعد الانتهاء من جميع هذه المهام وإذا لم يستجد على الساحة مواضيع جديرة بالاهتمام حينها فقط يمكن التفكير في هذه القضايا السخيفة!
لاحظوا هذه القائمة الطويلة جدا ثم احسبوا كم سنة ستحتاجه كل قضية لحلها ثم أجمعوا ستصلون في النهاية إلى نتائج مقدرة بمئات السنين الضوئية. وهذا يعني أن موضوع قيادة المرأة لسيارتها سيكون جاهزا للبحث في الجيل الخامس عشر بعد جيلنا وحتى لا يطول الانتظار وخاصة من الفئة الأكثر حاجة لقيادة السيارة مثل الأرملة وكبيرة السن ومن تذهب للعمل يوميا لمناطق بعيدة ومن لا تجد سائقا. يجب التفكير خارج الصندوق وتجاوز الصبغ التقليدية والنماذج المعمول بها. فكروا مثلا بسيارات كهربائية مثبتة فوق جسور عالية تسمح بمرور السيارات انسيابيا صونا للنساء من العيون الفضولية.. خمنوا واسرحوا بخيالكم فقد تساعد التقنية على بلورة أفكار لا تماثل "الأفكار الخنفشارية". قد تصمم سيارة تكون المرأة "السائقة" في المقعد الخلفي مع بناتها أو صديقاتها تدير عجلة القيادة بالريموت كنترول وأطفالها في المقاعد الأمامية أو صمموا أنفاقا تحت الأرض للنساء فقط لا تسمح إلا بمرور سيارة واحدة ذهابا وأخرى إيابا.
فكروا بالبدائل والحلول، ولكن فقط بالخروج عن الواقع المألوف إلا إذا كنتم تملكون الحجج المقنعة.