أمرت محكمة العدل العليا الباكستانية أمس باعتقال رئيس الوزراء راجه برويز أشرف بتهمة تورطه بقضية الحصول على عمولات من شركات توليد الطاقة الكهربائية عندما كان وزيرا للكهرباء والماء في حكومة رئيس الوزراء السابق يوسف رضا جيلاني، كما أفاد محامي الحكومة أمير عباس.

وطلب رئيس القضاة محمد افتخار تشودري بالقبض على 16 شخصا متورطا بالفضيحة، وأصدر تعليمات لرئيس مكتب المحاسبة الوطنية الأدميرال المتقاعد فصيح بخاري بمنع المتهمين من مغادرة البلاد، مؤكدا أن رئيس المكتب سيكون مسؤولا عن ذلك. كما طلبت المحكمة من بخاري الاستمرار بمحاسبة الشخصيات المتورطة بتلك الفضيحة خلال الفترة 2006 ـ 2008.

ويأتي القرار في حين تواجه الحكومة حركة احتجاج على "فساد" و"عدم أهلية" السلطات في إسلام أباد بمشاركة الآلاف منذ مساء أول من أمس، وعلى رأسهم رئيس حركة منهاج القرآن طاهر القادري.

ودخلت المسيرة التي قادها القادري من لاهور إلى العاصمة إسلام أباد في وقت مبكر أمس بعد أن سمحت لها حكومة البنجاب والحكومة الاتحادية.

وكان القادري وعد بأنه سيقود مسيرة من 4 ملايين شخص، لكن التقديرات الأولية تشير إلى أن عدد المشاركين تراوح بين 25 و50 ألف شخص.

وأعلن القادري أن المسيرة انتهت وأن الثورة بدأت ضد النظام الحالي مطالبا بحل البرلمان المركزي والبرلمانات الحكومية وحل الحكومة الاتحادية والحكومات الإقليمية في الأقاليم الأربعة.

وأصدر أشرف أوامره للسلطات الأمنية بعدم استخدام القوة ضد المعتصمين، لكن بعض المعتصمين أزاحوا الحاويات الحديدية وتقدموا نحو البرلمان ما جعل الشرطة والأجهزة الأمنية تطلق النار في الهواء وتجبرهم على العودة لمنطقة الاعتصام في ساحة التحرير بالمنطقة التجارية في إسلام أباد.

ووقع إطلاق نار بين المتظاهرين والشرطة أدى لإصابة 5 أشخاص من الجانبين، عندما حاولت الشرطة القبض على القادري.

وحذر القادري الحكومة بعدم المماطلة والاستقالة فورا "قبل أن يبدأ الناس بفرض خياراتهم". ووصف الحكومة بأنها تمثل الإقطاعيين والصناعيين، وأنها فشلت في حل مشاكل البلاد الاقتصادية وحل أزمة الطاقة وأعمال التمرد والعنف الطائفي. وقال إن كافة المؤسسات فشلت ما عدا القوات المسلحة والسلطة القضائية.

كما وصف البرلمان بأنه مزيف لفشله طيلة السنوات الخمسة الماضية في تشريع القوانين الخاصة ضد الإرهاب. وطالب قادري أتباعه بالاستمرار في الاعتصام في إسلام أباد حتى تتحقق مطالبهم وألا يغادروا المنطقة حتى يغادرها بنفسه.