إذا كان "والت ديزني" هو رائد الرسوم المتحركة في العالم، فإن تطويرها جاء على أيدي اليابانيين ومنحوها خصائص جسدية وغرائبية ميزت الأنمي الياباني عن الكارتون الأميركي، طبقا للكاتب طارق الخواجي الذي أكد أول من أمس خلال أمسية في نادي المنطقة الشرقية، أدارها الشاعر أحمد الملا، أنه رغم قوة الصناعة الأميركية إلا أنها تقترب من جميع الشرائح وتشاهدها الأسرة مجتمعة، بينما اليابانيون الذين سماهم "سادة الأنمي" لديهم غزارة إنتاج، ويخصصون لكل فئة عمرية أعمالا.
الخواجي خريج قسم العقائد والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام بالرياض وصاحب كتاب "قلعة الأنمي، تجربة اقتحام 2012"، استهل الأمسية بتعريف الأنيميشن، قائلا: "الأنمي كلمة من المفردة إنيماشن وتعني التحريك، الفن الأميركي يقدم باسم كارتون أو أنيميشن، لكن للفن الياباني ملامح خاصة في رسم العيون وبعض التعبيرات، وكثيرا ما يثار التساؤل "هل يمكن اعتبار الأنمي فنا يعول عليه في التعبير عن اليابان؟". والجواب نعم هو فن راق يعبر عن اليابان، لا يختلف عن السينما إلا في الآلية وفي جمهوره الأكثر من جمهور السينما، ولفت الخواجي إلى أنه "في العالم العربي نصر على أنه موجه للأطفال وهذا غير صحيح، الأطفال هم الجمهور الأكبر ولكنه ليس بعيدا عن المراهقين والرجال من الجنسين، هناك أعمال أنمي لا يمكن عرضها للأطفال إطلاقا لعدة أمور منها ما يتعلق بالأخلاق والعنف النفسي والجسدي".
وقرأ الخواجي نصا من بداية مسلسل "عدنان ولينا" الذي أنتج عام 1978 يتحدث عن تدمير معظم أجزاء الأرض بعد حرب هوايامازاكي، وأن الثقافة اليابانية التقليدية تقوم على مبدأين البوذية كدين والشنتاوية كمبدأ أخلاقي، والبوذية لا تأتي على أي ذكر لمعركة فاصلة بين الخير والشر، باستثناء المابو وهو الأيام الأخيرة للقانون ونزول بوذا السابع.
وتوقف الخواجي عند "أن أعمال الأنمي الكثيرة، تقل فيها مساحة المتميز، وأنها فن يعتني بفكرة نهاية العالم والبحث عن آخر في الفضاء أو أي مكان آخر".
وبرر الخواجي كون اليابانيين الأقرب إلى موضوع نهاية العالم بانمحاء مدينتين بشكل مفاجئ وما نشأ عنه من آثار خلقت مفهوم العيش في الكابوس والقلق من كارثة قادمة. الآثار النفسية للقنبلتين جعلت أفلام اليابانيين تحتفي كثيرا بمشهد وميض الانفجار الهائل.