صادقت المحكمة العامة بجدة أمس، على أقوال العاملة المنزلية الإثيوبية التي قتلت كفيلها، وحاولت قتل اثنين من أطفاله، وذلك في القضية التي أثارت استياء الرأي العام في مدينة جدة، ونشرت "الوطن" تفاصيلها الكاملة.
وعلمت "الوطن" من مصادرها الخاصة، أن العاملة المنزلية اعترفت بقتل كفيلها المقعد، ومحاولة قتل طفليه التوأم ( 9 أعوام)، وبررت جريمتها البشعة بانزعاجها من تلاوات القرآن المستمرة في منزل الأسرة، والتزام أفرادها الديني، رغم أن أوراقها الثبوتية توضح أن ديانتها الإسلام.
وقالت العاملة المنزلية في تبريراتها للجريمة، إنها انزعجت من كفيلها، واشتكت من ذلك لزوجته، مشيرة إلى أن زوجته أخبرتها أنه من المستحيل أن يزعجها؛ لأنه شبه مقعد كبير في السن ومريض، ولا يقوى على تحريك نصف جسده، كما أنه خضع حديثا لعملية جراحية لزراعة الكلى، فيما أشارت التحقيقات إلى ملاحظة عدم الاتزان في تصرفات العاملة.
وأضافت المصادر أن أوراق المصادقة على أقوال العاملة المنزلية، سيتم إرسالها مع الأدلة الجنائية المادية إلى جهة الادعاء فور انتهائها، لإعداد لائحة الاتهام، وإرسالها للمحكمة العامة لمقاضاتها بجريمة القتل.
وكانت "الوطن" قد انفردت بتفاصيل الاعترافات الأولية للعاملة المنزلية المتهمة، وتطابقت مع ما تم المصادقة عليها بالأمس.
وذكرت العاملة المنزلية أنها لا تلقي بالا لعواقب جريمتها، وذلك لأنها ـ كما قالت ـ تابعت جميع مجريات الأمور مع عاملات منزليات سبق لهن الاعتداء أو قتل كفلائهن دون أن يمس العاملة ضرر سوى أن ترحل إلى بلدها، مشيرة إلى أنه لم يتم إصدار حكم قضائي في المملكة ضد أي عاملة متهمة بالقتل، أو الاعتداء على أفراد من الأسرة التي تعمل لديها.
وأوضحت المصادر أن العاملة الإثيوبية باغتت كفيلها المقعد أثناء نومه، بضربه بسكين حادة في موقع مقتل في رقبته، ثم ضربة أخرى خلف أذنه، ثم انهالت على رأسه بكرسي، ثم انهالت على جسده بالكامل بميزان لقياس الوزن حتى تهشم رأسه، ثم أكملت بمكواة، من ثم شرعت بطعنه عدة طعنات غائرة، تركزت غالبيتها في مكان العملية الجراحية الحديثة التي أجراها لزراعة الكلى.
وخرج الطفلان إثر سماع أصوات التكسير، وفوجئا بالعاملة وثيابها ملطخة بالدماء، فحاولا الهرب، إلا أنها تمكنت من سحب أحدهما، فيما تمكن الآخر من اللجوء إلى غرفته، وإغلاق الباب على نفسه، فجذبت الطفل الأول لتريه منظر والده وهو قتيل مهشم الجسد والرأس.
وعندما سأل الطفل العاملة المنزلية عما فعلته في أبيه، جذبت المكواة التي ضربت بها أباه، وضربته بمقدمتها، إلا أنه تمكن من الإفلات من يدها، وحاول الهرب، وهي ترمي عليه كل ما يقع في يدها من أدوات المنزل، وحتى الصحون، وجهاز الاستقبال. وحاول الطفل الهرب إلى الدور الأرضي، فلم يتمكن، فصعد إلى الدور العلوي، ولم تتمكن من الإمساك به لإنزلاق جسده الملطخ بالدماء، وتمكن الطفل من الصعود إلى سطح المنزل، والقفز إلى بيت أحد أعمامه المجاور لمنزلهم".
وأضافت المصادر أن العم الأكبر "محمد" تمكن من الوصول مباشرة إلى منزل أخيه، وإنقاذ الطفل بإيصاله بسيارته إلى المستشفى، نظرا لتأخر سيارة الإسعاف، وتمكن الدفاع المدني من فتح باب الصالون الذي دخلت فيه العاملة القاتلة، وأغلقته على نفسها، وعثر عليها وهي تبتسم وتضع قدما على قدم.
وكان فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة، قد طالب القضاء بسرعة الفصل في قضايا العاملات المنزليات، اللاتي اتهمن في قضايا اعتداء وقتل مواطنين أو غيرهم، فيما شهدت الساحة القضائية الأسبوع الماضي تنفيذ حكم القتل في عاملة منزلية سريلانكية، قتلت طفلا في الشهر الخامس بخنقه حتى الوفاة، وذلك بعد خمسة أيام فقط من وصولها إلى المملكة للعمل لدى أسرة سعودية.