في الوقت الذي تكررت فيه حالات الاعتداء على نظام رصد السرعة "ساهر" في بعض المناطق، حيث وصلت أحيانا إلى توثيق أعمال الاعتداء ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر،أرجع الأخصائي في علم النفس بجامعة طيبة الدكتور جهاد محمد العناتي تلك الظاهرة إلى ضعف التوعية ونقص الوازع الديني.

وذكر في حديث إلى "الوطن" أن العقيدة الإسلامية لدى الفرد تقوي من قدرته على التحكم في غرائزه ودوافعه وسلوكياته، خاصة تلك التي تتعارض مع القوانين والأنظمة وقيم المجتمع.

وألمح إلى استطاعة الإنسان تعديل سلوكه بهدف التكيف مع ذاته ومجتمعه وابتغاء مرضاة خالقه، لافتا إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن أعداد الوفيات والإعاقات الناتجة عن حوادث السير أضعاف ما تحصده الحروب والنزاعات المسلحة.

وأضاف أن حرص الدولة على أمن وسلامة المواطنين، دفعها لوضع قوانين منظمة للسير على الطرقات، سواء للمركبات والمشاة، وذلك بناء على دراسات علمية دقيقة تراعي الخصائص الديموغرافية والجغرافية لموقع الطريق.

وشدد على أهمية تكثيف حملات التوعية وبذل الجهود من قبل إدارة السير في تأهيل الطرقات ووضع الإشارات التوجيهية والتحذيرية والإرشادية، مما يوفر للسائقين والمشاة معلومات تيسر عليهم السير بأمان على الطرق.

وحول أهمية فرض الغرامات لتعديل سلوك المخالفين أفاد بأنه وفق المبادئ النفسية للتعلم يستخدم العقاب كأحد أساليب تشكيل السلوك وتعديله، لافتا إلى أن العقوبات شرعت كأساليب وقاية وحماية وليست أساليب جباية.

ونوه إلى أهمية التزام رجال الشرطة أثناء تنفيذ واجباتهم بأسلوب الأمن الناعم الذي يخدم المواطن بمهنية عالية واحتراف كأولوية وطنية تساعد في بناء الهوية الوطنية والشعور بالاعتزاز والانتماء.

وأرجع المشاعر السلبية للمخالفين تجاه نظام ساهر إلى أنه مصدر لإيقاع العقوبات، مبينا أن ذلك أهلهم للعدوان عليه وموظفيه، مشيرا إلى أن مجرد ظهور كاميرا المراقبة أو أحد موظفي النظام يستجر لديهم الانفعالات والسلوك الجانح.

وحول أساليب الحد من هذا السلوك بين أنه يمكن استخدام إستراتيجية العلاج المعرفي السلوكي مع هذه الفئة، حيث يتم العمل على تغيير القناعات والأفكار السلبية وردود أفعالها التي تعبر عن سوء التكيف.

وأشار إلى إمكانية استخدم الإقناع لبيان العلاقة بين الأفكار المشبوهة والاعتقادات اللاعقلانية والسلوك الجانح وما يترتب عليه من عواقب، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بالشباب وآرائهم في ذلك.

وطالب القائمين على النظام بتوعية الناس بالأهداف التي وضع من أجلها النظام، وذلك من خلال تنظيم الندوات داخل المدارس والجامعات.

من جانبهم، أبدى عدد من الشباب في حديث إلى "الوطن" استياءهم من "ساهر"، مشيرين إلى أنه لا يهدف إلا جني المال وتعظيم أرباح الشركة المشغلة، مدللين على ذلك بمضاعفة المخالفة لضمان سرعة السداد، وكذلك وضع الكامرات في أماكن مخفية في كثير من الشوارع والطرقات.

من جهته، أشار فهد الزايدي إلى أن شعار نظام ساهر يحمل صورة العين، التي تدل على الاصطياد والمراقبة الدائمة مثلها مثل الموظف الذي يعمل مقيدا تحت مراقبة كاميرات. فيما طالب عيد علي الميلبي بأن توضع محفزات لمطبقي الأنظمة المرورية الذين يمر عليهم عام من دون أن يرتكبوا مخالفة.

واقترح بأن ترفع عنهم كلفة التأمين عند تجديد استمارة سياراتهم أو تخفيض رسوم تسجيل المركبات، متوقعا أنه في حال تنفيذ ذلك سيلتزم الجميع بتطبيق النظام.