سيطر الثوار على أكبر مطار عسكري في شمال سورية أمس، في وقت يعقد فيه مسؤولون أميركيون وروس اجتماعا جديدا في جنيف مع الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي للبحث في سبل حل الأزمة السورية المستمرة منذ حوالي 22 شهرا. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي أن مطار تفتناز في محافظة إدلب "هو أول مطار عسكري مهم يخرج عن سيطرة النظام وأكبر مطار عسكري في شمال سورية".

وبعد وقت قصير على خروجه عن سيطرة النظام، أقدمت طائرات حربية على قصف المطار "محاولة تدميره"، بحسب المرصد. وكان المرصد أفاد في بيان عن "سيطرة مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام والطليعة الإسلامية وعدة كتائب أخرى على مباني مطار تفتناز العسكري وعلى آليات للقوات النظامية فيه". إلا أنه أشار إلى أن بعض الآليات كان تم سحبها فجرا إلى مدينة إدلب جنوب غرب تفتناز.

وقال المرصد إن ضباطا وجنودا فروا من المطار، في حين قتل عدد آخر من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين للنظام. ولم يكن في الإمكان بعد تحديد حجم الخسائر في صفوف الطرفين. ومطار تفتناز مخصص للمروحيات العسكرية، وهو يتسع لحوالي 60 مروحية. إلا أن عبدالرحمن أوضح أن حوالي 20 مروحية على الأكثر لا تزال موجودة في المطار وهي إما معطلة وإما مصابة بأضرار نتيجة المعارك.

ونجح مقاتلو المعارضة في اقتحام المطار قبل أيام بعد حصار طويل ومعارك ضارية. واستولوا خلال تقدمهم داخله أمس على مستودع للأسلحة. وسيطر الثوار خلال الأشهر الماضية على مطار الحمدان الزراعي في البوكمال وعلى مطار مرج السلطان العسكري في ريف دمشق الذي يوجد فيه مهبط للطائرات الحوامة لكنه كان يستخدم كرحبة إصلاح. والمطاران صغيران نسبيا.

وفي جنيف، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز والإبراهيمي في مقر الأمم المتحدة، وهو الاجتماع الثالث من نوعه منذ ديسمبر. ولم يتسرب شيء عن مضمون هذه المحادثات التي كانت اكتفت الأمم المتحدة بوصفها بـ"البناءة".

وفي باريس قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن فرنسا ستقدم "كل الدعم اللازم" للمعارضة السورية شرط "ألا يتمكن الإرهاب من أن يجد مكانا له وأن يستبعد من كل العملية". وقال هولاند خلال تقديمه التهاني للهيئة الدبلوماسية إن "فرنسا ستتحرك في كل الهيئات الدولية لدعم" الائتلاف الوطني السوري "وعلى الأرض لتقديم كل الدعم اللازم له شرط ألا يجد الإرهاب مكانا له وأن يستبعد من كل العملية". وأضاف أن "سقوط النظام حتمي لذلك علينا الاستعداد لما بعد الأسد مع مطلب ألا يتم تجاهل أي من المجموعات التي تشكل وحدة الشعب السوري وأفكر خصوصا بالمسيحيين والعلويين".