أمتعض من تلك الروح التي تجنح بي في غير داري.. تنهش من يومي ومن راحته وسباته.. تبث في داخلي شعور الانهيار.. تدخلني ضجيج الخيالات الموحشة.. وقساوة التوقعات.. تهيمن على عقلي بأكاذيب وأهازيج خرافية.. مطبقةً على صدري.. كابتة لأنفاسي.. تبا لها ولبرجوازيتها المزيفة.. فبسببها: أرى نفسي متلبسة بجلابيب وملامح غيري.. تاركةً دياري.. جانحةً بهفواتي.. محلقةً بي بين أزمان متفرقة.. لأغوص بين أعماق مختلفة.. تتركني أجوب أراضي الخبث والطهارة، وأعلق بين الوهم والحلم.. بين الأمل والواقع.. تسطو على ذاكرتي اليتيمة.. فتسرق محتوياتها الثمينة.. تحلق بي بعيدا بين السموات السبع والأرضين.. تتخبط بي هبوطا وعلوا.. توهمني بجمال البشر وقلوبهم.. وتصدمني بحمقهم وفضولهم.. تحملني على عرش الكرامة والفضيلة.. وتهوى بي على بساط الخسة والرذيلة.. هكذا أنا بين أغوارها الكاذبة أكون على يقين بأنني أنا.. فأصحوا وأنا لست أنا..!.
"نافذة"
ألقوا بهمومكم خلف سحب الربيع الممطرة..
كي لا تغرق أحلامكم بسموم المنامات الكاذبة..!