بلغت عوائد مهرجان الزيتون بالجوف في جميع دوراته الخمس السابقة أكثر من 100 مليون ريال، حيث حقق المهرجان مجالا واسعا لصغار المستثمرين من منطقة الجوف، كما كان له مردود اقتصادي مربح للشركات والمشاريع الزراعية.

وبهذا تسجل بورصة الزيتون ارتفاعا ملحوظا من خلال السنوات الماضية، حيث يشهد في كل موعد من إقامة المهرجان زيادة ملحوظة، وذلك بسبب الإقبال على شراء زيت الزيتون الجوفي من خلال المهرجان.

وفيما يستعد المهرجان لدورة جديدة التي تنطلق برعاية أمير الجوف في الثالث من الشهر القادم، أكد الرئيس التنفيذي للمهرجان الدكتور محمد الدندني، أن زيت الزيتون الجوفي وصل لأسعار تنافسية قياسية في جميع دورات المهرجان، حيث تجاوزت الأسعار 600 ريال، كما استطاع بعض الباعة في المعرض الزراعي في المهرجان من بيع بعض إنتاجاهم من زيت الزيتون العالي الجودة لمبالغ تصل إلى ألف ريال، مدللين في ذلك على جودة زيت الزيتون من مزارعهم الخاصة.

وأكد عدد من المزارعين أنهم قبل بداية المهرجان كانت تباع تنكة زيت الزيتون ذات 16 كيلو بمبلغ لا يتجاوز 200 ريال، وأعادوا ذلك لعدة أسباب أولها عدم ثقة المستهلك كون المملكة لا تنتج زيت الزيتون لضعف الإعلام عنه، وكذلك نقص الخبرة لديهم من خلال التوزيع، وأيضا من خلال التسويق، وعند بداية مهرجان الزيتون في دورته الأولى تلاشت تلك العقبات، وحقق زيت الزيتون مبالغ تجاوزت 500 ريال.

وذكر المزارعون أن العوائد الاقتصادية الجيدة شجعتهم على التوسع بزراعة أشجار الزيتون، والبحث عن أفضل الأنواع التي يمكن أن تستخدم للزيت، وكذلك الأنواع التي يمكن الاستفادة منها للتخليل، ويرى عدد منهم أن المهرجان شجع الكثير منهم على زراعة الأشجار، حيث وجد سوق يحتضن الكميات التي تنتجها المزارع، كما أكد البعض أن بعد المهرجان هناك طلبات كثيرة جدا لزيت الزيتون الجوفي.

ويرى مستثمرون أن توجه أغلبية مزارع المنطقة بزراعة أشجار الزيتون، هي خطوه جيدة وذلك لما تحققه زراعة أشجار الزيتون من عائد اقتصادي جيد بالنسبة للمزارع، كما يؤكدون أن هناك طلبات من جميع مناطق المملكة على زيت زيتون الجوف وذلك لجودته العالية، ولكونه عضوي ولا توجد به أي مواد كيمائية أو حافظه، كما أن الزيتون لم يقتصر فقط على زيته بل هناك إمكانية التخليل وأيضا الاستفادة من جفت الزيتون لإنتاج الفحم، إضافة إلى صناعة الصابون، كما يؤكد عدد من المستثمرين أن التوجه نحو زراعة الزيتون هي خطوة رائدة لكثير من المستثمرين في المنطقة، وذلك للعائد الربحي من التجارة بزيت الزيتون.

وفي سياق متصل، يرعى أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز الثلاثاء المقبل مهرجان الزيتون في دورته السادسة بتنظيم من أمانة المنطقة والهيئة العامة للسياحة والآثار. ويستمر المهرجان 10 أيام، وذلك في مركز عبدالإله الحضاري بمدينة سكاكا، ويحمل شعار "زيت أضاء الوطن".

ويعد هذا المهرجان الأكبر خليجياً للزيتون وزيت الزيتون والذي يصاحبه معرض من أكبر المعارض السعودية للأسر المنتجة وجملة من المعارض والفعاليات المنوعة.

وأوضح الرئيس التنفيذي للمهرجان محمد الدندني أن اللجان تبذل قصارى جهدها للظهور بالمهرجان بالشكل الذي يليق بطموح وتوجيهات سمو أمير المنطقة المشرف العام على المهرجان، ووفق تطلعات أهالي منطقة الجوف لاحتفالهم السنوي الأكبر في مهرجان الزيتون والتسويق لمزارعي المنطقة.

وأضاف أن مهرجان الزيتون حقق خلال سنواته الماضية الهدف الرئيسي منه وهو التسويق لصغار المزارعين بالجوف التي تحتضن 15 ألف مزرعة، كما تضم 300 مشروع زراعي و6 من كبار الشركات الزراعية بالمملكة. ففي الجوف 14 مليون شجرة زيتون تنتج ما يفوق 80 ألف طن من الزيتون سنوياً و60 ألف طن من زيت الزيتون.

ويعد المهرجـان نقطة تحـول لزيتون الجوف، بعد أن استطاع أن يحقق له قيمته الاقتصادية الحقـيقية عن طريق التسويق له بالشكل الصحيح وكسب ثقة المستهلك، حتى أصبح زيت زيتون الجوف اليوم ماركة مسـجلة يطلبها المسـتهلك ويثق بها.