في الوقت الذي كانت فيه جحافل من الأطفال خارج قبة الصخرة في ساحة المسجد الأقصى بالبلدة القديمة في القدس، تلعب بالثلج أمس، حيث تحولت القدس إلى أرض العجائب الشتوية بعد تساقط الثلوج ليل الأربعاء، دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وزارات التعليم في الدول العربية والإسلامية لإعداد منهج دراسي يوضح مكانة وقيمة وتاريخ القدس الشريف عبر العصور والأزمان؛ وذلك لتربية الجيل الجديد على حب القدس الشريف وغرس قيمة الدفاع عنها حتى عودتها إلى أحضان الأمة الإسلامية.

وقال الطيب أمس خلال استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة إنَّ القدس ليست مجرد أرض محتلة، لكنها قبل ذلك وبعده حرم إسلامي ومسيحي مُقدَّس، فهي ليست قضية وطنية فلسطينية لكنها قضية عقدية إسلامية، محذرًا من الهجمة الاستيطانية التي يمارسها الكيان الصهيوني في فلسطين بصفة عامة والقدس المحتلة بصفة خاصة، والذي يمثل خرقًا للاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية.

وناشَد شيخ الأزهر الفصائل والقوى الفلسطينية أن يكونوا على قلب رجل واحد في مواجهة الصهاينة، الذين يسعون لاستئصال كل الفلسطينيين في الضفة كانوا أو في القطاع؛ مما يتطلب تحقيق المصالحة الوطنية الفورية، وإنهاء حالة الانقسام الذي يشهده الشارع الفلسطيني بين رفقاء الوطن.

وأكد الرئيس الفلسطيني خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء أنَّ دور الأزهر تاريخي ومحوري في كافَّة القضايا الإسلامية، وخاصة قضية القدس، وهو ما يُؤكِّد على مكانة الأزهر في العالم الإسلامي، مشيراً إلى أنه ناقش مع شيخ الأزهر التطوُّرات الخاصة بالقضية الفلسطينية في المرحلة الأخيرة، والجهود التي تم بذلها في الأمم المتحدة؛ للحصول على عضوية مراقب، مشيرًا إلى السعادة التي أبداها فضيلة الإمام الأكبر بهذا الإنجاز الذي تحقق، ويعد بداية لانطلاقة قوية تجاه حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة.

وأضاف أنه بحث مع شيخ الأزهر العديد من القضايا الخاصة بالشعب الفلسطيني وعلى رأسها قضية المصالحة الفلسطينية وما يجري في القدس الشريف من المشاريع الاستيطانية التي تقوم بها سُلطات الكيان الصهيوني في سبيل تهويد المدينة، مؤكدًا اهتمام شيخ الأزهر بالشأن الفلسطيني بصفة عامة من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وتأكيده على عروبة ومكانة القدس لدى جميع المسلمين.