تتناقل قنوات التواصل الاجتماعي وأجهزة المعلمين الهاتفية منذ انطلاق اختبارات الفصل الأول، نماذج مختلفة من غرائب ونوادر التعليقات التي دونها بعض الطلاب على أوراقهم بعيداً من مادة الاختبار لتسلك طرقا مختلفة من بينها التضجر من صعوبة أسئلة الاختبار وأخرى أخذت طابع التودد والاستعطاف وثالثة يائسة من تجاوز الامتحان.

أما المعلمون الذين توجه إليهم رسائل الطلاب بشكل أساسي، فتفاوت تفسيرهم لها، إذ اعتبرها بعضهم أزمة في طريقة التفكير لدى بعض الطلاب نتيجة ضغوط الاختبارات، وأنها ممارسات خاطئة يجب التصدي لها بنظام عقوبات صارمة تصل لحجب نتيجة المادة ومساءلة الطالب وأخذ التعهد الشديد عليه وفرض احترام أوراق الاختبارات في أوساط الطلاب.

إلا أن بعضهم الآخر يرى أن تلك العبارات مجرد دعابة تضفي جوا من المرح وترسم الابتسامة على وجوه المصححين وتطرد عنهم ملل مواجهة مئات الأوراق التي تنتظر التصحيح.

ويوضح الطالب في الصف الثالث الثانوي سامي الحسيني أن الطلاب أصبحوا يتفاخرون فيما بينهم بالتطاول على أوراق الإجابة بتغريدات نارية –حسب تعبيره- ينتظر انتشارها عبر هواتف المعلمين لمواقع التواصل الاجتماعي، مبيناً أن منهم من يصرح أنه لم يترك اختبارا دون أن يضع عليه تعليقا طـريفاً لمعلمه.




مع بدء الاختبارات الفصلية التي انطلقت السبت الماضي، لا يزال الميدان التربوي ينقل لنا بعض سلوكيات الطلاب الخاطئة التي وجدت في الإعلام الجديد حيزاً كبيراً للانتشار.

وتتناقل قنوات التواصل الاجتماعي وأجهزة المعلمين الهاتفية نماذج مختلفة من غرائب ونوادر التعليقات المخالفة التي ابتعد أصحابها كثيراً عن مادة الاختبار لتسلك طرقا مختلفة من بينها التضجر من صعوبة أسئلة الاختبار وأخرى أخذت طابع التودد والاستعطاف وثالثة يائسة من تجاوز الامتحان.

وفيما اعتبر عدد من المعلمين أنها ظاهرة تأخذ طريقها للانتشار وتحد صريح لأنظمة وزارة التربية والتعليم نمت وتكاثرت في ظل ضبابية قرارات ولوائح المخالفات الطلابية في وزارة التربية والتعليم على أيدي طلاب مستهترين تشجعهم في ذلك أحلامهم لتصل تعليقاتهم المخالفة لمواقع التواصل الاجتماعية عبر أجهزة المعلمين.

وفسر عدد من المعلمين انتشار هذه المخالفة بأنها أزمة في طريقة التفكير لدى بعض الطلاب نتيجة ضغوط الاختبارات، متفقين جميعاً أنها ممارسات خاطئة يجب التصدي لها بنظام عقوبات صارمة تصل لحجب نتيجة المادة ومساءلة الطالب وأخذ التعهد الشديد عليه وفرض احترام أوراق الاختبارات في أوساط الطلاب.

من جهته، قال معلم مادة اللغة الإنجليزية بالمرحلة المتوسطة عمر علي العوفي، إنه تعود على تعليقات الطلاب المخالفة خارج إطار المادة العلمية، معتبرا أنها تكثر في اختبارات المواد التي يخشاها الطلاب مثل اللغة الإنجليزية وبعض المواد العلمية.

وأشار العوفي إلى أن عدم تمكنهم العلمي من المادة يدفعهم للهذيان والثرثرة المكتوبة للمصححين في محاولة لإثبات الوجود بنواحي أخرى مثل كتابة الأبيات الشعرية أو محاولات يائسة في حل سؤال التبس عليهم فهمه.

وأضاف أن عددا من المعلمين يقوم بجهود فردية لحماية إجابات مادته التي سيقوم بتصحيحها وذلك بتنقله بين الصفوف "الفصول الدراسية" أثناء اختبار الطلاب وتحذريهم من أي خروج غير نظامي أو تعد على ورقة الامتحان وأن الحسم من الدرجات سيطال كل تعليقات بعيدة عن المادة مؤكداً لهم أنه لا ينظر لمثل هذه التجاوزات بغير منظور المخالفة والاستهانة مهما كانت الكتابة وتحمله من مدح وثناء على معلم المادة.

وبحسب معلم المرحلة المتوسطة محمد عواد الأحمدي فإن قيام المعلمين بتوثيق نوادر الطلاب وشطحاتهم على كراريس الإجابات ونشرها عن طريق أجهزة الجوال ساهم في انتشارها لتصبح ظاهرة تهدد رسمية وجدية الامتحانات وتفتح باب الفوضى لكل متهاون بأنظمة التعليم، مشيرا إلى أن ترك المخالفين دون محاسبة سيحول أوراق الامتحان إلى مساحة حرة ليترك الطلاب نوادرهم بلا خجل في مواجهة أقلام المعلمين "أقلام التصحيح الحمراء".

وفي السياق ذاته، طالب المعلم خالد العبدالله، وزارة التربية للتصدي لتجاوزات الطلاب وإعادة الهيبة لورقة الاختبار، وقال ما يحدث اليوم من تجاوزات استهتار لقوانين الوزارة واستهانة بأوراقها الرسمية، مفيداً أن منهم من وجد في أسئلة الامتحانات مكاناً مناسبا لتوجيه نصائحه للوزارة وانتقاد قراراتها في تحدٍ صريح للتعليمات يساعدهم في ذلك تراخي الوزارة في وضع عقوبات صارمة تحمي بها أوراقها الرسمية.

وبين سامي الحسيني وهوطالب في الصف الثالث الثانوي بإحدى مدارس المدينة المنورة، أن الطلاب أصبحوا يتفاخرون فيما بينهم بالتطاول على أوراق الإجابة بتغريدات نارية – حسب تعبيره - ينتظر انتشارها عبر هواتف المعلمين لمواقع التواصل الاجتماعي، مبينناً أن منهم من يصرح أنه لم يترك اختبار دون أن يضع عليه تعليقا طريفاً لمعلمه.