أكد الفنان التشكيلي عبدالله إدريس لـ "الوطن" أن التجربة الفنية الأخيرة التي قدمها في معرضه الثاني عشر بجاليري مشكاة في الرياض عبر 26 عملا فنيا، هي رمز عربي له أدوار قدمها للجيل الماضي، وتذكيرا بما قدمه هذا الرمز في تقريب المسافات. مستلهما من رسومات الجمل في كهوف الجزيرة العربية، مؤكدا أن البدائي كان فنانا سابقا لعصره.

وأضاف إدريس، أنه يجد نفسه دوما يقف على الجهة المناهضة ?ي تيار فني محافظ، موضحا: أنها رغبة في انتقال إلى مساحات تجريبية في الوعي تمثلت في العفوية والتلقائية بطريقه مختزلة، تختزل العالم في بعد واحد، أعمد إلى إعادة ا?شياء لدرجة الصفر أي لبدائية المشهد، لأجد نفسي أتقاطع مع الفنان القديم الذي ترك بصمته على جدران الكهوف والصخور، أوافقه وأتفق معه ?خراج ا?شكال والشخوص والطبيعة من ثبوتيتها ود?لتها الملتبسة ومحمو?تها التاريخية والبصرية وإطلاقها في فضاءات غير مألوفة معتمدا على عدم التشبيه والتمثيل بالعفوية والتلقائية المحسوبة.

وتابع إدريس: في مرحلة سابقة كانت تأتي الشخوص الممتدة في استطالتها للأعلى والتي تتشابه بشخوص الكهوف، وفي مرحلة ?حقة يجيء الجمل في شكل مغاير، ولم يكن وحده الذي احتوته الرسوم القديمة، جاء اختياري له ?نه ا?قرب إلى الثقافة البصرية المحلية وهو ا?قرب إلى ذاتي ورؤيتي الجمالية.

ووصف إدريس عمله بأنه يحمل سمة الجدار الذي ترك الزمن تجاعيده على سطحه حيث تراكمت عليه سجلات بصرية من تراكمات ا?زمنة، من جدران الكهوف إلى جدران المدينة الحديثة من كلمات ورسوم لشغب طفولي وملصقات إعلانية متراكمة، مسجلا ذاكراتي البصرية فوق هذا الجدار دون محاكاة منطلقا من داخل ا?شياء.