منذ 42 عاما والعم "عطيفة السهلي" يكرس حياته دون عناء في تحضير الأكلة الشعبية الشهيرة "الهريس" وبيعها لزبائنه في محافظة أبوعريش بجازان، ورغم تقدمه في السن وظهور آثار السنين على محياه، إلا أنه يجد لذة الحياة وسعادتها عندما يقف بنفسه على بيع ما تحضره يداه لزبائنه من جميع الأعمار. لم يتغيب العم عطيفة على مدى أعوام طويلة عن مجلسه الشهير بسوق أبو عريش الداخلي لبيع الهريسة، هذه الأكلة الشعبية التي يعشقها المواطنون بجازان، وأصبحت طبقا رئيسيا لا يستغني عنه زبائنه.

يقول عطيفة "بدأت ممارسة هذه المهنة مع والدي في السوق عندما كان صغيرا، وتابعت العمل في نفس المجال بعد وفاته"، مشيرا إلى أن يومه يبدأ بعد صلاة الفجر، عندما يذهب إلى مكانه المعتاد بالسوق لتجهيز منتجه الوحيد. وعن مكونات الهريس يقول: "تتكون من الحنطة، واللحم، والسمن البلدي، والعسل، ويتم طبخها على الحطب فقط دون استخدام الغاز الذي يفسد مذاقها وحلاوتها".

وأشار إلى أن الهريسة التي يعدها تحظى بإقبال المواطنين، وبعضهم يقومون بالحجز المسبق، و"أحيانا ترد لي اتصالات عدة من قبل مواطني محافظات المنطقة لحجز كميات كبيرة، خاصة عندما يكون لديهم مناسبات وأفراح".

وعن المردود اليومي الذي يتقاضاه من خلال بيع الهريس قال "أحصل على مبلغ جيد يكفيني أنا وعائلتي لمواجهة متطلبات الحياة".

يقول عطيفة: "أشعر برضا الزبائن عما أقدمه لهم، وراحتي تكمن عندما أقف بنفسي على البيع. وتكون السعادة مضاعفة عندما يقوم زبائني بالسلام علي، وتقبيل رأسي، وسؤالي عن أحوالي، وهذا يسعدني كثيرا، ويحفزني على الاستمرار في الوقوف أمام قدر الهريس رغم تقدمي في السن".