من أعلى سلطة يتم الاهتمام بكرامة المواطن وحقه في التقصي عن مظلمته، هناك من يتعمد التحدث عن الأوضاع الداخلية بتشويه وتكاذب لإقناع الناس بعكس الأمر الواقع، رغم الشواهد، والشهادات، وأن بعض الجهات المختصة غافلة ولا تعلم بما يواجه المواطنين. نعم يوجد لدينا قصور في الكثير من القطاعات والمسؤول والمواطن الفاسد أو المهمل، أو المقصر يجب محاربته.
تأملت هذا المقتبس: "خادم الحرمين الشريفين متابع لنا في كل دقيقة، إذا وصله تظلم من المواطنين يردنا خلال 48 ساعة سؤال يتوجب علينا الإجابة الصريحة باعتذار أو نفي أو التماس عذر في بعض الأحيان". الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لجهاز هيئة الأمر بالمعروف.
يهمني في المقتبس صورة "القدوة والقائد".. كيف يحاسب قطاعات الدولة ملزما بالرد والإفادة حتى ولو كان لدينا جهات أخرى وقضاء في حال رفع القضايا. أحيانا المواطن يريد إشعار القيادة الكريمة بأن هناك ما يستحق لفت الانتباه، ولو تعلق الأمر بجهاز تسهر الدولة على العناية به ودعمه لأنه أحد أهم القطاعات الأمنية، ذلك لا يضفي هالة القدسية ولا يعني أن العاملين فيه والأعضاء فوق النقد والسؤال عن مستوى أدائهم، وما ينتج عن احتكاكهم بالناس واحتمالات استخدام سلطتهم بتعسف.
سياسة الأبواب المفتوحة أحد أهم روافدها هذا النوع من بوابات التواصل مع القيادة في الدولة، الإبلاغ والإشهار وإعلان رفض موقف.. وليست الأبواب تعني بالضرورة "بوابة الديوان الملكي"، وإعلان البيان تلو البيان عن الزيارة الأولى والثانية والسابعة، وتصوير ذلك وبثه في شبكة الإنترنت، من باب"الفشخرة" والتحريض الممنهج.
لا توجد مصلحة لرئيس جهاز الهيئة تجعله يعلن عن أسلوب إداري متبع، هو أقرب للتقليد الذي يتقصى حقيقة، ويستمع لجميع الأطراف حتى يتسنى له الحكم. لا أعتبرها مركزية كما سيبررها البعض، بل هي يقظة قائد أبوابه مفتوحة للمحاسبة رغم الأكاذيب والإشاعات.
أختم بمقتبس آخر للتذكير بما قاله رئيس جهاز هيئة الأمر بالمعروف ليعي المواطن أن قادته معه ومع المكلفين بتنفيذ لوائح وأنظمة الدولة، ويقفون على مسافة واحدة من الجميع:
"خادم الحرمين أوصاني بأن نحافظ على ثوابت الإسلام ونلتزم بعدم تكدير صفو أي مواطن من خلال سوء استعمال سلطة الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر إما جهلاً أو تعسفاً، أمرنا أن يكون الجهاز مثالا لحسن التعامل مقتفين خطى الرسول عليه الصلاة والسلام"