الكتابة نهاية الأسبوع ستكون لمن مثلي نهار الأربعاء: أن تكتب باسترخاء في مدينة شمرت عن سواعدها لتكتب لوطنها فصلا في (أنشودة التنمية).
كتبت عن (نجران) وعن أهلها مقالات من قبل، ولكنها المرة الأولى التي أكتب على الورقة من نجران، فماذا يمكن أن تكتب؟ بل ماذا تستطيع أن تترك في ترتيب الأولويات والأهمية؟ وفي ساعة من الحوار الطويل مع أميرها الشاب، مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز ودعته وهو يقول: لا تبخلوا علينا بالكتابة عما تراه سالبا، لأن الإداري في عالم اليوم لا يختلف عن المواطن: يسود الكلمة المسؤولة الهادفة الناصحة. قرأت نجران من قبل في ثلاث مرات.
في الأولى.. طفلا يذهب مع أبيه إليها في زيارة قصيرة وشاردة يوم كانت نجران بضع قرى على ضفاف الوادي، ومع هذا حزنت ـ بكل تناقضات المشهد ـ على معالم مدينة قديمة ضاعت في هذا الزحام التنموي المدهش. نجران اليوم هي قصة المدن الجديدة في عهد عبدالله بن عبدالعزيز. حين زارها قبل سنوات قال لأهلها بكل الوضوح "إن نجران مقبلة على عهد من التطور"، فلم يقل إنها حظيت ونالت... وأشهد أنه صدق وعده رغم أن ولده الأمير قال لي بالأمس:
إننا للتو نبدأ ونحن على الوعد مع هذه المدينة بعد ثلاث سنين. في الثانية قرأت نجران في رواية يحيى خلف (نجران تحت الصفر). قلت للصديق العزيز صالح آل سدران وأنا أبحث عن ذات الرواية في معرض قس بن ساعدة: أتمنى دعوة هذا الروائي اليوم ليشاهد هذه المدينة التي ارتفعت خمسين درجة في خمسين عاما، منذ أحداث روايته.........