كما أن هناك مخفقين، فإن هناك مبدعين، وهذا هو حال المبتعثين، حيث إن منهم من استغل هذه "الفرصة الذهبية" ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، واستثمر في ذاته ووقته ليصنع لنفسه رصيداً لا ينضب من العلم والمعرفة، يستمر معه مدى الحياة، وهناك البعض ممن اعتبرها إجازة طويلة الأجل، يهدر فيها وقته.

ليس هناك شك في أن الغرض المعروف أمام الجميع من الابتعاث هو الحصول على شهادة علمية، إلا أن الأهم هو تطوير نمط التفكير، واكتساب الخبرة، والتجربة، والمشاركة الثقافية، حيث إن الابتعاث ليس فرصة فقط للدراسة، بل لرسم خارطة طريق للمستقبل. هناك إنجازات يفخر بها الوطن، حققها الطلاب والطالبات المبتعثون، وفي شتى أنحاء العالم، ومنهم من تفوق على أبناء البلد الذي يدرس به، ليرفع اسمه واسم أسرته، ودينه ووطنه عالياً فوق السحاب، بل إن منهم من حفر اسمه في ذاكرة كل من حوله، وخاصة من الأكاديميين في جامعته، ومنهم من طلب منه إكمال المسيرة التعليمية والعملية في رحاب الجامعة التي درس بها.

وفيما تشهد أخبار المبتعثين حوادث عارضة هنا وهناك إلا أنه يجب ألا يترك المجال لضعاف النفوس لاستغلاله والانتقاص من هذا البرنامج الجليل الذي يمثل عنوانه العلم والمعرفة، ولعله من أضخم البرامج المعرفية عالمياً على الإطلاق.. هنا يجب على الإعلام التركيز على استعراض الإنجازات الكثيرة والمتعددة التي حققها شباب وشابات سعوديون، والأمل يحدوهم، ليس فقط لرسم خارطة طريق لأنفسهم، ومستقبلهم، بل لمستقبل وطن وأجيال، بذر بذرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عبر برنامج يحمل اسمه، بانتظار الحصاد الذي ترويه سواعد الوطن.