يخالط أصحابه من العاملين في القطاع الخاص؛ فيرى تراكم الخبرة وتسارع الترقي الوظيفي، ويقابل معلماً فيجادله بكون المعلمين يحققون أعلى معدل إجازات على المستوى الوطني، ثم يسهر مع أصدقائه من موظفي القطاعات الحكومية؛ فيغبطهم على راحة البال وقلة الإنتاجية وغياب المسؤولية! وهكذا دواليك، فصاحبنا لا يرى فقط سوى الجوانب المشرقة لكل وظيفة مهما كانت، أو لنقل مميزات كل وظيفة على الأخرى، دون أن يعلم أن لكل عملٍ إيجابياته الظاهرة، وسلبياته الباطنة.

فموظفو القطاع الخاص يعملون ليل نهار، ومستقبلهم الوظيفي دائماً على المحك، وقد ينتهي في أي لحظة تقصير أو سهو! أما المعلم فيومه يبدأ مبكراً قبل الجميع، ويتعامل يوماً مع جموع متناقضة من صغار السن، ليحرق زهرة شبابه في سبيل بناء جيلٍ جديد، أما الموظف الحكومي فيعاني الأمرين من بيروقراطية ضاربة، ومقابل مادي منخفض، لذا من الضروري أن يعرف الفرد ماذا يريد أن يفعل في حياته؟ وأي عملٍ يرغبه؟ فكل عملٍ مهما بدا رائعاً وبراقاً من الخارج؛ فإن هناك الكثير من العوائق والسلبيات التي تنتظرك على الطريق، وتلك سنة الحياة الدنيا، وجزء أساسي من "فاتورة" العمل اليومي، التي تؤكد أنه لا يوجد ما يطلق عليه الوظيفة الذهبية، حيث الراتب المرتفع، والمهام القليلة، والإجازات الطويلة، والتدريب الذي لا ينتهي، فضلاً عن النفوذ و"البرستيج"!

خلاصة الحديث: فتش عن عملٍ تحبه أنت، واجعله هوايةً قبل أن يكون مصدر رزق لك، حينها سوف تتحول السلبيات بالتدريج إلى إيجابيات، وتحقق دون أن تعلم أسطورة "الوظيفة الذهبية" التي يبحث عنها الجميع!