تؤكد الفنانة التشكيلية رئيسة اللجنة النسائية بفرع جمعية الثقافة والفنون في أبها إيمان القحطاني أن الفن التشكيلي يخطو باتجاه معالجة الطفل المعاق، حيث تراقب اختياراته للألوان واللوحات كدلالة تشخيصية، فاختياره للألوان الباردة أو الحارة أو الحيادية، واختياره لأشكال معينة كرسم الدوائر والمربعات والمثلثات والخطوط المتزنة والخطوط المتعارضة والترقيم والتشابك، وما إلى ذلك، كل هذا له دلالته للتشخيص والعلاج والخروج من السلبية إلى الشخصية الإيجابية بطرق ترويحية إبداعية.

القحطاني قدمت في برنامج بمعهد الأمل للبنات بأبها لطالبات الصم والبكم إشارات إلى باحثين نفسيين، للاهتمام بمجال فنون الأطفال للكشف عما تحمله من دلالات نفسية تعكس شخصياتهم بكل ما تحويه من انفعالات وميول ورغبات، متكئة على دراسات أثبتت أهمية الفنون للأطفال من الناحية التشخيصية والتنفيسية والعلاجية. وتوضح لـ "الوطن": على الرغم من بساطة الفنون وتلقائيتها إلا أنها منبع خصب يجد فيه الباحث العديد من الحقائق والدلالات النفسية التي تضيف الكثير لفهمنا لسيكولوجية الطفل وكل ما يعتريه من رغبات وانفعالات وآمال. وتضيف: الفنون التي يمارسها الأطفال تعتبر انعكاسا لدوافعهم وصراعاتهم ومشاكلهم الانفعالية ومقدار تكيفهم وتفاعلهم الاجتماعي والشخصي.لافتة إلى مقاربة بعض الدارسين للمحتوى السيكولوجي لفنون الأطفال المعاقين جسميا ونفسيا واجتماعيا، لمعرفة ميكانزمات التعبير الفني لديهم. وأضافت القحطاني: يكاد يكون من العسير معرفة ديناميكية شخصية الطفل دون الاستعانة بالأنشطة الفنية كوسيط يعبر من خلاله الطفل عن مشاعره وأفكاره، حيث يعجز عن صياغة معاناته الداخلية لفظيا بسبب قلة وعيه بالاضطرابات التي يعاني منها، ولكنه يعبر عنها بصراحة من خلال مختلف الأنشطة كاللعب والموسيقى والفن والأنشطة الفنية التشكيلية المختلفة.

وانتقلت القحطاني لتبيين نظرية العالم هارمز harms الذي يصنف العلاج بالفن في أربعة أنماط هي:

_ العلاج بالترويحي

_ العلاج بالعمل

_ المعالجة العامة

_ العلاج الفعلي بالفن

وقد ربط أول نمطين بشكل رئيسي بالأفراد الذين يعالجون لفترة طويلة، أما النمط الثالث والرابع فيصلح لعلاج مرض الاختلال السمعي العصبي وفاقدي البصر والمتخلفين عقليا، وخاصة من يعانون من اضطرابات سلوكية.

ومن هنا يصبح العلاج بالفن التشكيلي لغة ووسيلة اتصال للتعبير الحر عن مشاعر الأصم أيا كان عمره، كما تكون وسيلة فعالة في علاج اضطرابات الطفل الانفعالية.فيما عرّفه المعالج بالفن التشكيلي في "مركز العلاج النفسي بالفن التشكيلي" الدكتور عوض اليامي، بأنه نوع من العلاج النفسي الذي يعتمد على الرسم أو التشكيل الفني بطريقة خاصة يستطيع من خلالها الطفل أن يعبّر عمّا بداخله من انفعالات نفسية أو بدنية، ويكون لها تأثير سلبي عليه"، ويضيف "إنّها طريقة للتنفيس أو التعبير عن الغضب عند الطفل، حيث يسقط الطفل كثيرا من مخاوفه ورغباته المكبوتة أثناء تعبيراته الفنية، مما يحقق له الراحة النفسية والاتزان الانفعالي، لأنه يكون قد تخلص من بعض المكبوتات التي قد تسبب له القلق".


نتائج خرج بها البرنامج للمعاقين سمعيا


• قدرة الطالبة المعاقة سمعياً على التفاعل مع غيرها والاندماج في العملية التعليمية والتربوية بكل مرونة وتمكن.

• يتوفر لدى الطالبة مخزون إبداعي من المؤسف ألا يستثمر بالشكل الإيجابي.

• تحقيق التوافق المدرسي والاجتماعي للطالبة المعاقة سمعياً من خلال الأنشطة الفنية.

• زيادة تقبلها للمعلومة الجديدة أكثر من السابق.

• تنمية المهارات اليدوية والفنية والحرفية والتشكيلية لدى المعاقة سمعياً.

• الحد من السلوك العدواني من خلال تفريغ الشحنات السلبية وتحويلها إيجابياً.

• زيادة تركيزها وازدياد معدل الملاحظة والمقارنة لديها من خلال التركيز في الخطوط والأشكال الفنية، وتركيب ودمج الألوان ما يفيد الخلايا الدماغية للطالبة صحياً.

• تطور المهارات السلوكية والاتصال بشكل سليم إيجابي.

• تعزيز مفهوم التعليم التعاوني والعمل الجماعي بين الطالبات.

• ربط الطالبة بما حولها من أفراد وبيئة من خلال التواصل باللغة التشكيلية وفتح نافذة جديدة لآفاق أرحب.

• زيادة النمو اللغوي والانفعالي والاجتماعي.