يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"توتير" آخذة في التحول من مجرد تبادل الأخبار والأفكار وربما الطرائف والصور، فهي يوما بعد يوم تقتحم "حصون" الصحافة الثقافية بشقيها الورقي والإلكتروني، كمبادرة الروائي عبده خال في "تويتر" تجـاه (القصة القصيرة جدا-ع).

آخر تلك المبادرات التي تهتم بالنشر الثقافي تمثل في إنشاء القاص والكاتب علي فايع صفحة ثقافية على موقع "فيسبوك" تحت اسم "صحيفة المبدعين" بدأها بحوار مع الكاتب طاهر الزهراني، ثم أنشأ بالتزامن معها قناة على" يوتيـوب" لرفـد التجربة المكتوبة بمرئية بالصوت والصورة. يقول الألمعي" الصحيفة حاضنة لأصدقاء الحـرف، لـدينا مبدعـون وكتاب يستطيعون إثـراءنا، حيث تولـدت الفكرة حـين بدأت أقـرأ كتابات وأعمالاً لم تتح لي فرصة أن أجدها في الصحافة الورقيـة يوماً ما، لجأت إلى هذه المحاولة لإحداث حـراك جـديـد عـبر الفيـسبوك ".

وعن طبيعة ما سيطرح قال فايع: أنشأت الصفحة للحوارات ولتكون ملتقى تقرب الفن والإبداع أكثر، بعدها أنشأت قناة على اليوتيوب، وكانت الفكرة لإثراء الصفحة بنصوص وربما حوارات مصورة في المستقبل. ولدي طموح في أن تجد الصفحة القبول.

طموح صاحب مجموعة" ظل الحقيقة" لم يقتصر على الحوارات، حيث لديه حلم في تحقيق رسالة أبعد، يجسده بقوله " لدى حلم أن تكون الصفحة مصدراً لتعريف القارئ بجديد الكتاب، وخصوصاً مع قرب معرض الرياض الدولي للكتاب.

وقد بدأت في التواصل مع بعض الكتاب للتعريف بأعمالهم".

وعن رؤيته لمستقبل التجربة يقول" المستقبل لا أعلمه، ولا أستطيع الجزم بأن الفكرة ناجحة.

ولا يمكن أن أنفي عنها النقص وربما عدم الوضوح، لكنني أركن إلى شيء مهم في ذاتي، وهو أنني محب ومتطلع لعمل مختلف بتعاون المبدعين لخلق عمل يرضي المبدع أولاً ويرضيني ثانياً".

وعن منافسة الصحافة الثقافية التقليدية قال فايع:" إن تعاون معنا المبدعون فلن تكون الصفحة أقـل في دورهـا وتأثيرها من الصحافة الورقية، والسبب أن هنا جمهوراً يقرأ ومبدعـين يشاركـون في الحـوار.

والتواصل في صحيفة المبدعـين يكاد يكون مستمراً، ومع ذلك لا أميل إلى هـذه المقارنـة، فلكل جيل وسائله، ولكـل مـبدع جمهور خاص، مع يقيني بأن لدينا مبدعـين لم تتح لهم فرصة الحضور الإعلامي بشكل مقنع لأسباب كثيرة، ربما يكون المبدع ذاته جزءاً من تلك المشكلات، وربما يكون الإعـلام الورقي بعيداً عنهم ".

يذكر أن علي فايع أصـدر مجمـوعتين قصصيتين هما" ظل الحقيقة" و" وجوه يفضحها العري" وكتاب " انحراف الفهم.. انحراف المعنى"، وأنشأ مجلة" من موسكو" ورأس تحريرها أربع سنوات، إبان انتدابه للتدريس هناك.