أبت "المربعانية" إلا أن تودع أهالي الشمال على طريقتها، بعد أن قضت المشهد الأول من فصل الشتاء وكانت مدتها 50 يوما، حيث جاء وداعها "جافا"، ليتكون معه "الصقيع" و"تجمد الماء" وحمل معه الغبار، والأتربة المثارة، وسيستمر الوداع حتى الخميس، وأجبر الأهالي أمس على الانكفاء في منازلهم وعدم الخروج. وعاش شمال المملكة أمس جوا باردا، تدنت معه درجة الحرارة بشكل لافت، فقد سجلت فجر الاثنين أقل من درجتين تحت الصفر، فيما لم تتجاوز الحرارة العليا 13 درجة، وتخلل ذلك هبوب رياح قوية حملت معها غبارا زاد من برودة الأجواء، وتسبب أيضا بإثارة الأتربة، أربك المسافرين على الطرق السريعة، وخاصة طريق حائل الجوف الدولي إثر نشاط العواصف الرملية، وبدا واضحا تأثر الأهالي بهذه الموجة، فانحسرت على إثره جزئيا الحركة بطرقات مدن ومحافظات الشمال أمس، وأجل البعض إنهاء التزاماتهم الشخصية مدفوعين بذلك، وشهدت محطات التزود بالوقود طلبا على وقود التدفئة "الكيروسين"؛ لتأمين احتياجاتهم منه وخاصة أن الموجة ستمتد لنهاية الأسبوع، وتحسبا لنقص في الوقود نتيجة الطلب المتزايد عليه، وإقبالا مماثلا على محلات بيع أجهزة التدفئة. وطالب أولياء أمور بتأخير وقت بدء الاختبارات من الساعة الثامنة صباحا إلى التاسعة، لبرودة الأجواء، وخاصة أن الطلاب يؤدون الاختبارات في قاعات كبيرة، لا تحظى بتدفئة كافية، وانتظار أبنائهم في الخارج لأداء الفترة الثانية من الاختبار، مما يجعلهم أكثر عرضة لهجمات البرد. ومن جهته طالب الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بحائل النقيب عبدالرحيم الجهني، بالاستخدام الأمثل لأجهزة التدفئة، والبعد عن وجود مواد قابلة للاشتعال، وعدم وضعها في الممرات، وعدم ترك الأطفال لوحدهم بالقرب منها، أو استخدام توصيلات كهربائية رديئة الصنع وتحميلها أكثر مما تحتمل؛ لأنها قد تتسبب بحريق نتيجة حمل زائد.