ليس من السهولة أن تجد طالباً في المرحلة المتوسطة والثانوية يحب المدرسة، ويتمنى المكوث فيها أطول وقت ممكن!

الأمر محيّر لكثير من أولياء الأمور.. على اعتبار أننا كنا في السابق نحب ذات المدرسة، ونجد فيها متعة كبيرة.. فما الذي تغيّر؟!

أظن أن السؤال شغل بال جميع المسؤولين الذين تعاقبوا على هذه الوزارة العتيدة.. على الأقل لكونهم آباء لديهم أبناء لا يحبون مدارسهم.. أظن مرة أخرى أنهم بذلوا جهوداً كبيرة وطرقوا أبواباً كثيرة بحثاً عن السبب.. وفي كل مرة - مع تقديري لهم - يطرقون الباب الخطأ.. ولو أن الوزارة وفرت الوقت والمال، وطلبت من كل طالب في المملكة الإجابة على سؤال محدد: "عزيزي الطالب: على افتراض أنك لا تحب مدرستك.. ما هي الأسباب التي تدفعك لذلك"؟! لو فعلت لتوصلت للإجابة الدقيقة من صاحب الشأن نفسه.

بادرت وطرحت سؤالي على مجموعة من طلبة المدارس.. ليس هناك من هو أجدر بالإحابة الدقيقة والموضوعية من أصحاب الشأن.. قدموا لي إجاباتهم.. اقتنعت بها.. بصمت لهم بالعشرة!

باعتقادكم لماذا كنا نحب المدرسة في السابق؟ كان هذا سؤالي، وكان جوابهم: "ببساطة لأنكم تنتقلون من بيئة فقيرة معرفياً إلى بيئة تحوي ما هو أفضل"..

قلت: لماذا لا تحبون مدارسكم اليوم؟! قالوا: "لأن المعادلة أصبحت مقلوبة، فنحن ننتقل من بيئة معرفية متكاملة إلى بيئة فقيرة"!

هذه خلاصة الإجابات.. لا ألوم الطالب.. في منزله هناك إنترنت واي فاي.. آيفون.. آيباد.. جالاكسي تاب.. لاب توب.. شاشات تلفزيونية حديثة.. مكان نظيف.. غذاء صحي.. تكييف حديث.. تقنية في كل مكان من حوله.. وحينما يدخل المدرسة يشعر بعزلة تامة عن الحياة.. يشعر أنه عاد للوراء ثلاثين سنة!

هل نلوم الطالب حينما لا يحب المدرسة؟!