السعوديون يعشقون "طاش ما طاش" لأسباب قد يطول تعدادها، ولكن السبب الرئيس هو أنهم يرون جميع التناقضات الاجتماعية على الشاشة وقد صنعت بأيد سعودية. المشاركون في ورش النص في "طاش" هم سعوديون يعرفون تفاصيل المجتمع ويعيشون في كنفاته، ولذا كان من السهل عليهم تصوير ما يعاني منه الشاب أو الفتاة، المطلقة أو العانس وحتى الأعزب في صورة فكاهية ساخرة، الهدف منها أولا وأخيرا هو الإصلاح الاجتماعي عن طريق الشاشة.

قد يظهر منافسون بقالب ساخر، وهو ما كان في الأشهر الأخيرة من خلال مسلسل "كوميدو" والذي يعتبر حديث الشارع، وقد كسر بتوقيته ومواضيعه التقليد الفني إنتاجا في أن جميع البرامج والمسلسلات الجيدة تنتظر موعدها حتى شهر رمضان المبارك. ولكن "كوميدو" بقيادة المبدع ثامر الصيخان كسر التقليد زمنا ومحتوى.

"طاش" هو فاكهة السعوديين السنوية، وعلى الرغم من تكرار المواضيع الرئيسية إلا أن التفاصيل هي التي تفرض المشاهدة والتعليقات من المشاهدين. أصبحوا على موعد من أنفسهم وتناقضاتهم، وهم يعلمونها تمام العلم لكنهم يأبون التغيير.

ليست المرة الأولى مثلا التي يناقش فيها "طاش" قضايا التعليم فكريا، ولكنه في كل عام يسلط الضوء على جزئية لم يتطرق لها من قبل، وينظر لها المشاهد الذي يمارس أي تناقض قد يعرض في هذا المسلسل الاجتماعي وهو يبتسم ساخرا من المشهد، لكنه يعود في ذات اليوم أو اليوم التالي بممارسة ما كان يسخر منه بالأمس.

على مدى 17 عاما، نجح الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان في السخرية بالتناقض الاجتماعي، ونجحا كذلك في إثبات أن الجميع يعرفون مواضع الخلل والإصلاح ولكنهم يتجاهلونها بسبب عدم الشعور بالذنب تجاه أي تصرف قد يؤذي الآخر!.

الحلقة المسربة بعنوان "وجه الشبه" يقول البعض عنها إنها سربت عنية، وآخرون يتمنون أن لا تكون رداءتها هي مستوى الحلقات بشكل عام في طاش هذا العام، ولكن الجميع على موعد مع تسليط الضوء على مزيد من التناقضات اليومية التي يعيشها المجتمع، ويعتبرها "خصوصية" يسخر منها حين يشاهدها ومن ثم يقوم بممارستها في الصباح التالي، وهذا هو سبب العشق الأساس لـ"طاش".