تعد الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين مناسبة وطنية غالية على قلب كل سعودي، ولن نفيها حقها في مقال مختصر؛ فلها أبعاد مختلفة، وشاملة، ومن أهمها: البعد الحضاري، والوجداني، والتنموي، والتاريخي.. فعند تحليل الأبعاد السابقة نجد أن كل بعد له جوانب مشرفة، ومتعددة. والمتتبع لما تم إنجازه في عهد خادم الحرمين الشريفين على المستوى المحلي يجده متنوعا، ومتعددا؛ فالتعليم بمختلف مراحله وجد دعما سخيا غير مسبوق، فتم اتخاذ العديد من الخطوات التطويرية في مجال التعليم العام، وتم إنشاء عدد من الجامعات في مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، واستمرار برنامج الابتعاث لفترة أخرى. وفي المجال الصحي كانت هناك زيادة في عدد المستشفيات، والمراكز الصحية، والمراكز والمدن الطبية، وتم توزيعها على مناطق المملكة. وفي مجال الإسكان هناك العديد من المشروعات التي تعود على المواطن بالخير فيما يتعلق بتأمين سكن، أو أرض وقرض. أما مجال الطرق فقد تم إنجاز العديد من الطرق التي تربط أجزاء هذا الوطن المترامية، والعديد من المشروعات في طريقها للتنفيذ. وهناك تطوير ملحوظ في الجوانب الإعلامية من خلال إنشاء قنوات تلفزيونية إضافية، كما تم التوجيه بإنشاء عدد من المدن الصناعية في عدد من مناطق المملكة. وهذه المدن سيكون لها أثر إيجابي على هذه المناطق بشكل خاص وعلى المملكة بشكل عام. ولقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين أكبر مشروعات توسعية للحرمين الشريفين لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين من الداخل، ومن الخارج. وفي مجال الرعاية الاجتماعية هناك العديد من الخطوات التطويرية في هذا المجال. وعند الحديث عن المنجزات على مستوى التطوير في الأنظمة، والهيكلة الأساسية للدولة نجد أنها شملت القطاعات التعليمية، والصحية، والقضائية، والاقتصادية، والمجالس، والهيئات. وآخر تطوير هو تضمين نخبة من السعوديات في عضوية مجلس الشورى. ومن الإنجازات على المستوى الداخلي عقد لقاءات حوارية في مجالات حيوية في مختلف مناطق المملكة بهدف نشر ثقافة الحوار، ومناقشة الوضع الراهن، وتحديد التوجهات المستقبلية. ولاهتمام الملك عبد الله بالمواطنين، وبتحسين مستوى معيشتهم دعم العديد من السلع الاستهلاكية، وأضاف نسبة في رواتب الموظفين المدنيين، والعسكريين، والمتقاعدين كبدل غلاء المعيشة.. والإنجازات على هذا المستوى كثيرة، ولا يمكن حصرها.

أما الإنجازات على المستوى العالمي فهي كثيرة، ومن أهمها اهتمامه بالقضية الفلسطينية، والقضايا العربية والإسلامية، والدولية. وأقرب مثال وقفته المشرفة وشعبه مع الشعب السوري. وتجسد اهتمامه بالمسلمين وغيرهم في التوجيه بفصل التوائم في مستشفى الحرس الوطني، وما لذلك من أثر طويل المدى لدى قيادات ومواطني تلك الدول. كما أن اللقاءات الدولية فيما يتعلق بحوار الأديان، والانفتاح على الحضارات، والثقافات الأخرى كان لها أثر كبير في إظهار سماحة الدين الإسلامي، وعدالته. وكانت هناك شراكات عالمية، واستثمارات في المجالات الاقتصادية والتقنية، ويحقق ذلك الاستفادة من خبرات الآخرين.

لقد نهض خادم الحرمين الشريفين بالمملكة من خلال ما تحقق لها من إنجازات على الصعيد المحلي، أو الخارجي.. وهذا جعل بلدنا في مصاف الدول المتقدمة، بل ينافسها في كثير من المجالات، وجعل المجتمع الدولي يتحدث عن الإنجازات، والايجابيات بدلا من التركيز على السلبيات، أو الانطباعات غير الواقعية التي تروج لها بعض وسائل الإعلام غير المنصفة. وحقيقة الأمر أن ذكرى يوم البيعة من أهم أيام الوطن. ويحق لنا أن نفخر بما تحقق لهذا الوطن من إنجازات في عهد ملك الإنسانية. نسأل الله العلي القدير أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين.. وكل عام ووطننا بخير.