تشق منطقة الصناعات بالجبيل قنوات من المياه أشبه بالأنهار، تسير على مدار الساعة، ناقلة مياه البحر للمصانع بهدف التبريد، وتمد تلك القنوات الصناعات بما تحتاجه من مياه البحر بغرض التبريد، ويعتمد هذا النظام على محطتين للضخ بالقرب من الشاطئ لسحب المياه وقنوات لإرسال وتوزيع مياه التبريد على المصانع. وتتم هذه العملية من خلال التبادل الحراري والجاذبية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مرافق المياه والكهرباء بالجبيل وينبع "مرافق" المهندس ثامر الشرهان في تصريح إلى "الوطن": "يعد نظام التبريد حيويا ومهما للصناعات؛ حيث يتم سحب المياه من الخليج العربي من خلال قناة تحيطها فلاتر ثابتة لعزل الأجسام الكبيرة، وفلاتر دوارة مصممة للإمساك بالأجسام الصغيرة، وكل ذلك لمنع أي جسم كالأسماك، والأخشاب وأعشاب البحر من الدخول إلى فوهات المضخات أثناء السحب، ومن ثم يتم حقن المياه بنسب معينة من الكلور لتطهيرها من الأحياء البحرية قبل وصولها إلى قنوات التوزيع؛ وذلك لمنعها من النمو في القنوات، أو التأثير على الصناعات".
وأضاف: تحتوي المحطتان على 28 مضخة بواقع 14 مضخة في كل منهما، وتساوي سعة الضخ لكلا المحطتين346 مترا مكعبا في الثانية أي 29.9 مليون متر مكعب في اليوم، وبجانب محطتي الضخ، توجد محطتان لإنتاج مادة هايبوكلوريد الصوديوم بهدف توفير مواد التطهير، وترتبط محطتا الضخ، وشبكة نقل المياه بنظام (سكادا دي سي إس) للمراقبة الآلية، كما أن نظام التبريد وشبكة المياه مزودة بنظام الحماية الكاثودية لتقليل معدلات التآكل".
ويوضح الشرهان: "يتم إرسال مياه البحر إلى الصناعات عبر 4 قنوات مفتوحة مترابطة مع بعضها بأنابيب تحت الأرض، وتمتد هذه القنوات بطول 12 كم في اتجاه الغرب والشمال لتغطي منطقة الصناعات بالجبيل1، وتعمل هذه القنوات من خلال 3 حجرات، الأولى مخصصة لنقل المياه من محطات الضخ إلى الصناعات، والثانية تتولى نقل المياه المستخدمة بعد التبريد من الصناعات إلى البحر، والثالثة مصممة للقيام بمهام الطوارئ سواء لنقل المياه أو سحبها وفق الحاجة".
كما تم مؤخرا تشييد محطة للضخ وأنابيب تحت الأرض ممتدة من نهاية القناة 2 للوفاء بحاجة الصناعات في الجبيل2 من طاقة التبريد. ونتيجة للتوسع في الجبيل2، تم تشييد محطة ضخ لمياه البحر لتبريد الصناعات الجديدة بطاقة 200 ألف متر مكعب في الساعة، تسحب من مياه الخليج العربي عبر قنوات بطول 35 كم وتتكون المحطة من 3 مضخات، وقناتين للمياه الناتجة وقناتين للمياه الراجعة من المصانع، وقناة احتياطية لأي حالة طارئة ما يضمن عمل القنوات باعتمادية بنسبة 100%.