تحاصر العمالة الأفريقية السائبة المزارع والقرى النائية بمحافظة السليل وتشكل مافيا وعصابات تمارس شتى أنواع المخالفات النظامية، أبرزها التسول واستعطاف المواطنين وخداعهم والاحتيال عليهم باستخدام أطفال صغار وزوجات بملابس رثة أو صكوك مزورة، في ظل عدم تحرك الجهات الأمنية وافتقار المحافظة التي يسكنها نحو 80 ألف نسمة لمكتب للجوازات وكذلك مكتب لمكافحة التسول.
تجولت "الوطن" برفقة عدد من السكان في القرى النائية وتقمصت دور مواطن يبحث عن عمالة متخلفة للعمل ونجح مراسلها في الالتقاء بعدد من العمالة الأفريقية التي قدمت للبلاد بطريقة غير مشروعة وشكلت عصابات وتكتلات في المزارع والقرى النائية بالسليل، واتخذت العديد من الأنشطة أبرزها القيام بدور المتسوّل المسكين المحاصر بديون يصارع من أجلها الحياة لسدادها، وهو ما أثار تذمر السكان بالمحافظة، ودفعهم لمطالبة الجهات الأمنية لتخليصهم من قبضة هذه العمالة.
تزايد العمالة والتسول
ويقول المواطن مرزوق مبارك عامر الودعاني إن المعلومات تشير إلى زيادة معدلات ممارسة التسوّل بأشكال مختلفة، تتضاعف معها أعداد المتسولين باستمرار عند الإشارات المرورية والمجمعات التجارية والمساجد وكذلك في المزارع والقرى والهجر النائية بالمحافظة، مشيراً إلى أن المتسولين يستخدمون أساليب متنوعة وطرقا جديدة ومبتكرة في عالم التسول لاستعطاف المواطنين بشكل علني وواضح، بل وصلت الجرأة بهم إلى الاتجاه إلى مساكن المواطنين بصحبة أطفال صغار بملابس رثة يتوسلون، ويعملون على استدرار العطف بالدموع للاحتيال عليهم، فيما يعرض بعضهم صكوكا مصدقة من المحاكم تفيد بمطالبتهم بديات شرعية أو تقارير طبية بادعاء إصابتهم بأمراض مزمنة تحتاج إلى نفقات للعلاج.
أطفال ونساء
ووصلت الجرأة بهؤلاء المتسولين، طبقا لروايات السكان، إلى حد استخدام نسائهم وأطفالهم بملابس رثة أحيانا وبزي سعودي بكامل أناقته في أحيان أخرى، وادعاء أحدهم أن والده تزوج على والدتهم وتركهم بدون نفقة، وعلى الرغم من قيام الجهات المختصة بملاحقة المتسولين من الوافدين بطريقة غير شرعية وترحيلهم إلى بلادهم إلا أنهم يعودون بعد فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعا لممارسة طرق الاحتيال نفسها.
مطالب المواطنين
المواطنون في محافظة السليل طالبوا مراراً وتكراراً الجهات المختصة بافتتاح مكتب للجوازات بالمحافظة بشكل سريع، إلى جانب مطالبة وزارة الشؤون الاجتماعية بافتتاح مكتب لمكافحة التسول في المحافظة لمواجهة ظاهرة التسوّل التي تسيء للمظهر الحضاري للمحافظة والقضاء على عصاباتها وتكتلاتها، إلا أن العمالة المخالفة لا تزال في ازدياد مستمر ويبتكرون الوسائل المنوعة لإثراء هوايتهم في استعطاف المواطنين المحبين للخير ومساعدة الغير.
"الوطن" اتصلت بمدير شرطة محافظة السليل العقيد مفلح الدرع لعدم وجود مكتب للجوازات بمحافظة السليل، إلا أن هاتف العقيد الدرع كان مغلقاً، ولم يتسن للصحيفة التعرف على جهودهم في ملاحقة العمالة السائبة، وكذلك ما يقومون به بشأن محاصرة ظاهرة التسول التي يمارسها الوافدون غير الشرعيين.