حينما تضطرني زحمة السير أن أمر جوار جامعة الملك سعود في الرياض، أقف حائرا أمام هذه المشاريع العملاقة.. مبانٍ ضخمة متراصة كأنها طابور مدرسي.. حركة بناء وآليات هائلة وسحب من الغبار، لا تتوقف منذ خمس سنوات وحتى اليوم.. تشعر أنك أمام مدينة طارئة تسابق الساعة!
في الداخل، تقرأ عن عشرات المليارات التي تتشكل على شكل معامل ومختبرات وقاعات ومسارح وفصول دراسية وممرات ومرافق مختلفة!
في الجهة المقابلة، مرافق هائلة لا يمكن حتى لمدير الجامعة - فيما يبدو - أن يحصيها أو يميزها عن بعضها.. مشاريع إسكان ومواقف متعددة الأدوار وخدمات عامة!
تقلّب في الورق، وتستعين بذاكرة الأصدقاء.. تجد أن الجامعة تحتضن عشرات الآلاف من الدارسين - طلبة وغيرهم - تعجز الذاكرة أن تعرف الرقم التقريبي لعدد المحاضرين - على اختلاف مراتبهم وتخصصاتهم - تخمّن أنك أمام رقم ضخم.. يدخل خانة الآلاف!
كل هذا - وغير هذا أكثر - وما تزال الجامعة العريقة تشهد ما يشبه (القطيعة) بينها وبين المحيط الخارجي.. إذا ما استثنينا بعض المحاولات اليتيمة في السابق!
دائماً أضرب المثل بالتميز في علاقة الجامعة مع المجتمع الخارجي بـ(الجامعة الإسلامية).. على اعتبار أنها أدركت حاجة المجتمع، فواكبت التغيرات والمستجدات مع حفاظها على هويتها، وفتحت أبوابها لجميع الشرائح والفئات دونما استثناء..
لا نزال نسأل: إن كانت (الجامعة الإسلامية) استوعبت الفرص والإمكانات المتاحة، واستثمرتها بنجاح، لترسيخ الرسالة الحقيقية للجامعة، لتصبح خلال فترة وجيزة ركنا مهما مؤثرا في البناء المجتمعي.. فما الذي يمنع (جامعة الملك سعود) وبقية الجامعات الأخرى، أن تفعل الشيء ذاته؟!