كميات ضخمة من الأمطار هطلت الأسبوع الماضي، ضاعت بهجتها بين الضحايا والسلبية المتوحشة التي أصبحت تصادر كل شيء، وتقمع أي أمل في الإنجاز.. رأينا هذا العام إنقاذا ـ بلا شك ـ إلى حيث يريده غير المنصفين، فلا صوت يعلو فوق صوت السياط.. ليس ذنبهم بل ذنب من تركهم حائرين يبحثون عن معلومة ثم يسأل: "ليش الناس كذا؟"
أين المؤتمر الإعلامي اليومي عن الفيضانات وكميات الأمطار ومقارنتها بسابقتها، سيقال موجودة ولا أحد يقرأ، بل هي موجودة ولا أحد يعلم وهناك فرق.. وبعيدا عن كل هذا السواد الذي صاغته الـ"هاشتاقات" ورسخته رسالة إعلامية من القرن الماضي، تبرز ملاحم رجال الدفاع المدني.. ليست القضية هنا اقتناعا بأداء الجهاز من عدمه، ولكنهم للمرة الألف يؤكدون شجاعتهم وتفانيهم، ولأننا سنأخذ أعلى الجوائز في جلد الذات، فقد تسمرنا أمام "كوميديا" تنتقد "المطافي"، وأغمضنا أعيننا عن بطولاتهم.. لو كانت لقطة الجندي البطل عبدالله السبيعي وهو يحمل طفلة منقذا إياها من الحريق في أي مكان في العالم، لأنتجت عنها أفلام وتوزعت "بوسترات" على المدارس، ولكننا متميزون في كسر شوكة المبدع.. ونفي عمله.. ولأنني ما زلت أقاوم السلبية إلى آخر رمق.. وأعتقد أن السعوديين من أذكى وأشجع الشعوب، فإني أطالب أمين مدينة الرياض بتغيير شارع بيتنا من الخوخ إلى البطل عبدالله السبيعي.. وتسمية الشوارع بأسماء الأبطال السعوديين، فوالله إن عرقا سكبه عبدالله السبيعي وزملاؤه في خدمة وطنهم "أبرك" ألف مرة من أشعار الفرزدق.. فما بالك بالخوخ.. اصنعوا البطل بدل تدميره.. ليحب الأطفال وطنهم.. تعرفون منهو أحمد التمبكتي؟ اسم شارعنا الثاني!.