مع اعتدال الأجواء هذه الأيام وميلانها للبرودة، يفضل الكثير من الشباب، قضاء أوقات المساء على سفوح جبل بلدة الشعبة -شرق الأحساء-، والاستمتاع بالجلوس متحلقين حول شبة النار "فاكهة الشتاء" المحاطة هي الأخرى بـ"دلال" الشاي والقهوة، المغلية على الجمر، وتكثر جلساتهم أيام الإجازات الأسبوعية، مستفيدين من مساحات الجبل الشاسعة، وسفوحه المرتفعة عن الأرض.
وبين المواطن خالد عبدالعزيز الرويشد لـ"الوطن" أهمية الجبل بالنسبة له ولأفراد عائلته، التي يقضي معها وقتاً طويلاً أيام الشتاء هنا، معتبراً أنها فرصة لتبادل الأحاديث العائلية وسط هدوء يشهده الجبل قل نظيره.
وقال إن "جبل الشعبة يمتلك خصوصية تميزه عن غيره، فموقعه وتنوع تضاريسه جعلته مقصداً لهوايات كثيرة، فعشاق التطعيس يجدون فيه ضالتهم في مثل هذه الأوقات، وهواة ركوب الدراجات ذات الدفع الرباعي كذلك، أما جلسات الشباب فهي كثيرة وموزعة على جسد الجبل، كما أن أصحاب الإبل والأغنام يفضلون الرعي هنا، ولمن أراد أن يمتع عينيه بمنظر علوي للنخيل فقمة الجبل تكفل له ذلك".
وقال المواطن بندر السبيعي إنه منذ سنوات عديدة دأب وأفراد عائلته وأصدقاؤه على الالتقاء هنا، لأن لـ"شبة النار" في الجبل طعما لذيذا جداً، لا يشعر بتذوقه إلا من جرب رحلات البر والوديان، واشتم رائحة الشجرة البرية التي تعد أصلب عوداً وأبطأ خموداً.
وأضاف أن "الجبل قريب جداً من التجمعات السكنية، ويطل على أكثر من بلدة، والشعور بالأمان النفسي يشجع رب الأسرة على ترك أولاده باللهو لساعات دون أن ينتابه شعور بالخوف عليهم". وراهن المواطن صالح بن سالم على أن الجبل سيشهد نقلة نوعية بعدما يكتمل مشروع التطوير الذي هو تحت الإنشاء، لأن الجبل تنقصه بعض الخدمات الضرورية لزواره، مشيرا إلى أن المشروع سيشتمل على خدمات كثيرة، رياضية، وترفيهية، واستثمارية، وركزت معظمها على الشباب.