لا زال التاريخ يذكر جريمة ابن العلقمي عام 656هـ عندما خان بلده والخليفة العباسي المستعصم آنذاك وسلّم دار الخلافة في بغداد للمغول ليقتلوا ويدمروا حضارة امتدت لقرون! ولن ينسى التاريخ كيف أنه حتى بعد تلك الجريمة مات بأيام ذليلا مغموما! هكذا تعمل سياسة إيران العلقمية في أحداث كثيرة من التاريخ المعاصر فهل نرى المصير نفسه لعَلاقِمَة العصر!

بعد أحداث جريمة 11 سبتمبر وهيجان الفيل الأميركي (الفيل شعار الحزب الأميركي الجمهوري الذي كان يحكم آنذاك)؛ تسابقت الحكومات بإدانة تلك الجريمة وكانت أولهم حكومة إيران، وراحت تركض خلف أميركا بسياسة البروجماتية الخيانية! فقامت بتقديم التسهيلات لغزو أفغانستان لتشارك بدورها في الكعكة. ثم كررت نفس التصرف في غزو العراق، وكانت حصان طروادة على الأرض بالمليشيات التي كانت كلها بقياداتها في إيران قبل الغزو تأكل وتسمن من العم هولاكو الأصغر!

واستمر هذا التعاون البروج-خياني إلى درجة أن عددا من كتاب التيار الأميركي المحافظ (المحافظين الجدد) نادوا باستبدال إيران بالحلفاء التقليديين بالمنطقة كباكستان وغيرها لِما رأوه من تعاون إيران!

ولكن العقل المؤدلج غالبا يميل للخرافية واللامعقولية دائما! وجاءت غلطة حزب الله في لبنان عندما بدأ الحرب مع إسرائيل، وإن كانت قد حققت الكثير للتيار العلقمي والإيراني إلا أنها في الحقيقة أيقظت الفيل الأميركي وجعلته يدرك خطورة العَلاقِمة والإيرانيين، وأنهم وإن كانوا قد قاموا بدور بروج-خياني في المنطقة، ولديهم أجندة مختلفة عن ثقافة ومبادئ المنطقة؛ إلا أنهم في النهاية لديهم أطماع إيران المغولية الكبرى!

وهكذا انتهت فترة العسل بين العلاقمة الإيرانيين والغرب، وبدأت مرحلة شعرت فيها إيران بالغرور والغطرسة، وأخذت تثير المشكلات بأيدي العلاقمة المُغمى عليهم دماغيا في كل زاوية من العالم الإسلامي! واتّجهت لنشر الفكر الإيراني الذي يؤسس لأيديولوجيا مكارثية تجعل أتباعها كالغنم في ساقة الراعي بلا عقل ولا مبدأ إلا عبادة هولاكو الأصغر!

ولو تأملنا فإنه لا توجد فكرة مكارثية تسحق عقل الإنسان وتطوِّعه تماما مثل الاستيلاء على العقل بالأيديولوجيات الخرافية! يصبح فيها أتباعها علاقمة لا شأن لهم ببلدهم ولا أهلهم ولا حتى أنفسهم إلا ما يهم ذاك العلقمي الأكبر!

ولكن هيهات فقد استيقظت الشعوب وهي من ستقف بوجه العلاقمة، فإيران وعلاقمتها الآن يواجهون الشعوب وجها لوجه، نعم قد تقتل وتخرب ولكن النهاية لشعوب استيقظت ولن ينفع معها الوصفات العلقمية وقد سئموا المرّ والعلقم اللذين ذاقوهما طيلة سنوات طويلة.

وكما حفظ التاريخ خطيئة ابن العلقمي؛ فلن ينسى والله خطيئة العلاقمة ومرشدهم في سورية ولبنان والعراق وغيرها! وستبقى وشمة عار في ظهورهم إلى يوم الدين مهما حاولوا تزيينها وتزييفها بالخِرَق البالية!

إن كل ما نراه من قتل وجبروت في سورية اليوم من العَلاقِمة سيعقبه النصر بإذن الله، فإيران اليوم تدرك تماما أن علاقِمَتها الذين طالما باعوا بلدانهم لطلب رضا هولاكو الأصغر في خطر وجودي! كما تعلم يقينا أن نجاح ثورة الشعب السوري الأبيّ ستخلفه ثورة شعب لبنان وتحرره من العلاقمة الذين طالما طغوا وتجبروا، بل وسيمتد الحبل إلى العراق الذي بدأت فيه إرهاصات الثورة أيضا! والموت أن الحبل له طرفٌ مِلْؤُه البارود داخل بلد المغولي الأصغر!

ولا أدري هل تَاهَ فكْر هولاكو الأصغر وعلاقمته يوما؟ وتأمّل ولو خطأً كيف سيكون حال المنطقة لو أنهم تركوا سياسة البروق-خيانية واتجهوا لسياسة تصالحية مع شعوب المنطقة كيف ستكون حالنا؟ ماذا سيكون مصير أعداء المنطقة حينئذ لو تجنبنا كل هذا القتل والتنافس العدائي الذي يكلف المنطقة ثروات وطاقات وجهودا هائلة؟ ولكنها الأيديولوجيات التي تسحق العقل لدرجة الجنون أيها المغولي الأصغر!

والبعض للأسف يسقط في حُفر العلاقمة ويدق على وتر الطائفية التي قد تحرق المنطقة بأكملها، ويحاول الربط بين التشيع والعلقمية. وهذا بالتأكيد غير صحيح، فما أكثر العلاقمة السنة أيضا، وإذا كان البعض عملوا كعلاقمة لإيران، فإن ثلة من الجهلة عملوا ولا زالوا كعلاقمة لمجموعات تائهة في أفغانسان وغيرها!

الخيانة والإرهاب والجرائم كلها لا دين لها، ومهما حصل بين السنة والشيعة فإنهم جميعا أهل بلد ودين واحد شاؤوا أم أبوا، ويجب أن يتعايشوا بسلام ووئام؛ أو يقبلوا العيش بين علاقمة الشرق والغرب!

إذا كان المغول اليوم قد استمرؤوا القتل والدمار، فهل سيأتي يوم يشعر فيه العلاقمة بأنهم يقتلون أهلهم وبلدهم لأجل ذلك المغولي الأصغر ثم يتركهم ليلقوا مصير العلقمي في خطيئته؟ وهل سيدرك أتباع العلاقمة أنهم يتبعون الراعي البهيم بلا عقل ولا ضمير؟

لماذا لا يتركهم الشرفاء يتيهون في المراعي المُجْدبة، ويمدّون أيديهم لبعضهم البعض، ثم يغلقوا على البهائم الباب لتموت في متاهاتها ويسلم البلد والشعب؟