يعيش 19 طالبا سعوديا في إسبانيا يُمثلون الدفعة الأولى في برنامج خادم الحرمين الشريفين لمرحلة البكالريوس حالة من القلقٍ لعدم معرفة مصير مستقبلهم الدراسي، إذ يفرض نظام التعليم الإسباني اجتياز اختبار تحصيلي يسبق مرحلة الدخول إلى الجامعات. ووفقا لمجموعة من الطلبة السعوديين الذين تحدثوا لـ"الوطن" فإن الخيارات المطروحة أمامهم تتمثل في اجتياز هذا الأختبار الذي وصفوه بـ"التعجيزي"، أو الانتقال إلى دولة أخرى مما يعني العودة إلى نقطة البداية، حيث أمضوا عدة أشهر في دراسة اللغة الإسبانية.

وفي المقابل تجري وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية في فرنسا المشرفة على المبتعثين في إسبانيا جهوداً حثيثة لمعالجة الوضع، بحسب تصريحات الملحق الثقافي السعودي في فرنسا الدكتور إبراهيم البلوي لـ"الوطن"، والذي أكد أن الوزارة شكلت لجنة لدراسة هذه الإشكالية مشيراً إلى أن الدولة استثمرت في أبنائها المبتعثين، والوزارة حريصة على تأمين فرص بديلة لهم لاستكمال دراستهم الجامعية.

ويصف المبتعث عمر طارق المحمدي الاختبار التحصيلي "سيليكتيفيداد"، الذي يفرضه نظام التعليم في إسبانيا على الطلبة للدخول في مرحلة البكالريوس بـ"الكابوس"، خاصةً أنه لا يقتصر على اللغة الإسبانية فقط، بل يتناول المواد العلمية كالفيزياء والرياضيات باللغة الإسبانية، إضافةً إلى أن الطالب يحتاج لدراسة التاريخ الإسباني لاجتياز هذا الامتحان.

وفيما يستغرق أداء الاختبار 12 ساعة، تبدأ في الثامنة صباحاً وتنتهي عند السابعة مساءً، إلا أن هذه ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها الطلبة، فالحصول على نتيجته، حيث يُلزم الطالب بإحضار شهاداته الدراسية في الصفوف الثانوية (الأول، والثاني، والثالث)، للحصول على نتيجة الاختبار، ويتطلب ذلك تصديق الشهادات من السفارة الإسبانية في الرياض، والتي أحالت الطلبة بدورها إلى وزارة الخارجية، وحينما ذهبوا إليها فوجئوا بإبلاغهم من قبل الوزارة بإيقاف التصديق.

وحول الحلول المطروحة أمام الطلبة أوضح الدكتور البلوي أن لدى الطلبة ثلاثة خيارات، تتمثل في اجتياز الاختبار التحصيلي واستكمال الدراسة الجامعية، أو تحويل البعثة إلى دولة أخرى، فيما تم التوجيه بتمديد البعثة لهم لمدة 3 أشهر لتحسين أوضاعهم.

وأكد البلوي أن الوزارة تدرس من خلال لجنة مشكلة لهذا الغرض إعداد اتفاقية مع الجانب الإسباني، مشدداً على أن الملحقية لا تحاول العمل على استثناء للطلبة السعوديين بقدر ما تعمل على إعداد اتفاقية تتيح لهم دخول الاختبار بعد اجتياز مرحلة اللغة وفق معايير الاتحاد الأوروبي لاكتساب اللغة.

وأوضح الملحق الثقافي أن الاتفاقية لا تنتهي في فترة وجيزة، وعادة ما تأخذ حيزاً زمنياً، وعلى سبيل المثال اتفاقية الطب بين المملكة وفرنسا استغرقت 3 سنوات.