فتحت النيابة العامة في تونس تحقيقا قضائيا للتحري في اتهامات بالفساد وإهدار المال العام، بحق رفيق عبدالسلام، وزير الخارجية، وصهر رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي. وذكر مصدر في وزارة العدل أن عبدالسلام "تقدم بدوره بشكوى لتتبع المدونة ألفة الرياحي عدليا بخصوص ما نسبته إليه من تهم". وكانت الرياحي قد نشرت نهاية الشهر الماضي وثائق قالت: إنها فواتير تظهر أن عبدالسلام أمضى ـ وعلى نفقة الوزارة ـ بضع ليال بفندق "شيراتون" الفخم الذي يقع قبالة مقر عمله، وذلك مقابل أكثر من 165 يورو لليلة الواحدة. ويتجاوز هذا المبلغ متوسط دخل الفرد الشهري في تونس البالغ 160 يورو. كما نشرت وثيقة أخرى قالت: إنها فاتورة سدَّدها الوزير نفسه نقدا من ماله الخاص، هي تكلفة ليلة أمضتها بالفندق سيدة لم تكشف المدونة عن هويتها. وطالبت المدونة السلطات بالتحقيق في تجاوزات الوزير، وتطبيق القانون عليه. وأثار نشر هذه الوثائق ضجة إعلامية في تونس، حيث اتهم معارضون ونشطاء وزير الخارجية بإهدار المال العام، وسرقة أموال الشعب وطالبوه بالاستقالة. ودفع الوزير بأن طبيعة عمله وكثرة تنقلاته وعودته من السفر في ساعات متأخرة أحيانا تضطره للمبيت في الفندق. وطالبت الجمعية التونسية للشفافية المالية الناشطة في مكافحة الفساد وزير الخارجية بـ "إرجاع المصاريف المبذولة دون وجه حق".
من جهة أخرى، تظاهر أكثر من 300 شخص أمس في مركز ولاية القصرين غرب تونس التي ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة، وأعلنوا ما أسموه "أسبوع الغضب" ضد الحكومة التي اتهموها "باعتماد سياسة التهميش والوعود الكاذبة". وأضرم المتظاهرون النار في إطارات السيارات وقطعوا الطريق الرئيسي بمدينة القصرين، وردَّدوا شعارات معادية لحركة النهضة التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس.