تستعد قوى "14 آذار" في لبنان لمواجهة تحديات العام الجديد موحدة الصفوف بعد عودة أحزاب إلى أمانتها العامة لاسيما "حزب الكتائب" و"الكتلة الوطنية" وشخصيات سياسية مستقلة كانت ضمن ثورة الأرز عام 2005. وأبرز تلك التحديات الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة حيادية لضمان نزاهتها من دون أن يغيب هم البحث في دور لبنان بالمنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سورية الذي بحسب مصادر المعارضة قد يشكل فرصة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ الاستقلال، لمقاربة موضوع العلاقات اللبنانية السورية بظروفٍ أفضل".
وكان عدد من رموز الثورة السورية قد أكدوا "مراراً أن احترام سيادة لبنان واستقلاله في صلب الاهتمامات التي ستطرح في ظل "سورية جديدة" ورسالة المجلس الوطني السوري التي وجهها عند تأسيسه كانت تصب في هذا الإطار". وورأت أن "تورّط "حزب الله" بطلب ايراني مباشر في دعم النظام السوري ضد شعبه، يقفل الباب أمام أي احتمال لتعاون "سورية الجديدة" مع الحزب على قاعدة العلاقات التي كانت قائمة خلال مرحلة الأسد الأب والابن، مما يفسح المجال لمقاربة موضوع السلاح في الداخل اللبناني بشكل أفضل". وأوضحت أن "هناك من يدّعي العكس، ويؤكّد أن سقوط الحليف السوري سيزيد إيران تمسّكاً بسلاح حزب الله في لبنان من أجل تثبيت نفوذها في المنطقة. لكن هذه المقولة تفتقد الكثير من الموضوعية، إذ لا يمكن لسلاح إيران أن ينكسر في سورية وأن ينتصر في لبنان". وشددت على أن "سقوط النظام في الشام يفسح في المجال لمقاربة العلاقات اللبنانية – اللبنانية على قاعدة تنفيذ الطائف نصّاً وروحاً، بعد أن عُلّق تنفيذه خلال مرحلة الوصاية أولاً وبعد حرب تموز 2006 ثانياً".
إلى ذلك عقد "التيار الوطني لإنقاذ سورية" مؤتمرا صحفيا في بيروت أمس حضره عضو مجلس الشعب السوري للمعارضة ورئيس المبادرة الكردية والمصالحة الوطنية لمجلس الشعب عمر قوسي وعدد من المثقفين السوريين. وأذاع قوسي بيانا أعلن فيه "أننا مجموعة من أبناء سورية الديموقراطيين من موالاة ومعارضة وأكثرية صامتة، الرافضين لما يحصل في بلدنا من مذابح وقمع واضطهاد طائفي وقتل على الهوية وانتهاك لحقوق الإنسان"، لافتا إلى أن "هذه المجموعة تضم أشخاصا وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني يؤمنون بسورية دولة مدنية علمانية ديموقراطية". وقال "غايتنا أن تبقى سورية موحدة ونؤمن بأن الحوار الوطني بين السوريين وعلى أرض سورية هو الطريق الحصري للخلاص من الأزمة".