من حق أي إنسان أن يتوسل السطوع والنجومية، لكن ليس من حقه أن يكون الدين مطيته أو استهداف رجال الوطن سبيلا لوصوليته. في أحداث السيول الأخيرة أظهرت الأجهزة الأمنية والدفاع المدني بسالة وتطورا ملحوظا في أسلوب إدارة الأزمات، وتأهبا واستعدادا على أعلى المستويات، هذا واجبهم وواجب علينا كما ننتقدهم.. شكرهم. رغم خروج الناس على التحذيرات المتكررة!

وسط هلوسة الشهرة وتوق عارم غير مضبوط بعقل وتواضع وورع من يقدمون أنفسهم كطلبة علم أو علماء دين، أو طامحين للمناصب، تأتي حالات فجة من حالات التصابي الافتراضي تشوب حراك بعض من يسميهم الناس شيوخا، وهم في واقع الأمر حركيون متحولون من فضائيات الفتنة وترويج الهراء المنكشف أمام أبسط الهموم الوطنية، أو قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي استغلال مقيت حتى للقضايا الفردية.

أقول وسط تلك الأحلام والهلاوس لا نجدهم.. عندما نبحث عنهم لقول كلمة حق ولو (كلمة) بحق الوطن رغم اكتظاظ العالم الافتراضي باستعراضهم وتغريداتهم المسمومة لكل ما يمس الوطن والملفات موجودة في تغريداتهم يفتحونها ويغلقونها على حسب موجات اللطم والافتعال.. خرجت تغريدة تنتقد إجراءات "تعليق الدراسة بسبب السيول التي قال عنها الخبراء إنها استثنائية وتاريخية ولم تشهد مثلها البلاد، كما لاحظ الجميع ومنذ أعوام"!

لكن فيما يتعلق بالإيجابيات "ولو تغريدة واحدة يا من تقدم نفسك على أنك شيخ" وتفهم في الدين والأخلاق والفلسفة والفكر والتنمية وجميع المجالات تفتي فيها إلا المشروعات الوطنية والمواطنين الصالحين الساهرين على الأمن والإنقاذ ليس لهم أثر في تغريداتك.. لماذا الاختفاء عندما يكون لدينا إنجازات وطنية يا فرسان ونشطاء الربيع الدموي. مديح الآخر في تلك البلدان وتوقيره وتمجيده، رغم مصاب ملايين الناس في الدول المنكوبة تسوقونه بلا خجل، وبعدمية في حس المواطنة، واستبسال في خلق جيل عنيف، يعمل على الانتقام من أنظمة الحكم بـ "تكريه" الناس في كل ما تقوم به الحكومة.

الخلاصة: لأنهم يكتبون في وسائل مفتوحة لا رقابة عليها يعتقدون أن الله لا يكشف نواياهم وكراهيتهم، تاريخهم له متابعون وخبراء يراقبون تلونهم.. من هؤلاء الرعاع، وفكرهم ينتج أشباه الرجال، ويتفشى الإرهاب والجحود، ويتفاقم العنف الاجتماعي ويهدد كل من هب ودب الأمن الوطني، وعلى كل من لديه قدرة على كشف زيفهم وتحذير الناس منهم أن يقوم بواجبه الوطني والديني في نبذ هؤلاء وجحودهم وعدميتهم.