تحول كثير من القنوات المصرية إلى "أرض معارك" بعد ثورة 25 يناير 2011، في وقت لم يكن الإعلام المصري على ما هو عليه الآن من تشنج وساحات لتبادل الاتهامات والقذف في الأعراض والفتنة السياسية والطائفية.. بالأمس تم القبض على مذيع قناة الحافظ عبدالله بدر لتنفيذ حكم بحبسه في قضية سب الفنانة المصرية إلهام شاهين، التي اتهمها بـ"الفجور" في أفلامها متسائلا في إحدى الحلقات التي بثتها القناة المصرية عن عدد الفنانين الذين "قبلوها و..... باسم الفن"؟!
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، أين كان بدر عن أفلام إلهام شاهين وهي التي عاشت في الوسط الفني بمصر أكثر من 30 عاما؟!
ولأن "شوكة" هذا الرجل لم تستقو حتى وصل "الإخوان" إلى سدة الحكم، فإنه مستعد للشتم والقذف وكيل التهم كيفما يريد ووقتما يشاء، ظنا منه أنه سينجو بفعلته، ورغبة في تشريع نهج جديد ضد الحياة الثقافية والفنية في مصر، فبما أنه قذف فنانة اليوم فسيتمكن غدا من شتم مثقف وربما يصل به الأمر إلى الاعتداء على كل من ينتمون إلى هذه المجالات لأنها في نظره مجالات "محرمة" سلفا، ولا مكان لها في قانونه المتشدد! هذا القانون الذي جعله فريسة لأحكام بالسنوات والأشهر وترك لسانه يصطاد من هذا وتلك، فبعد إلهام شاهين سينفذ في حق بدر حكم بالسجن لستة أشهر أخرى بعد سبه وقذفه السيناريست نقيب المهن السينمائية السابق ممدوح الليثي!
قضية بدر ليست الوحيدة التي نظرها القضاء المصري، فهناك عشرات القضايا المرفوعة من هذا النوع ضد أشخاص آخرين، مما يعني أن هناك قنوات مصرية كثيرة باتت بحاجة إلى ثورة، لأنها في الحقيقة لم تفهم المعنى الحقيقي لـ"الثورة" التي حدثت على أرض الواقع وأسست لدولة جديدة، ولأنها لا تزال تتخبط وتجعل من الصراعات بين التيارات مصدرا لرزقها، لتصدر عناوين الصباح حاملة كلمات الشتم والسجن والقذف!