تستهل منظمة التعاون الإسلامي، العام الجديد (2013)، بنشاط مكثف يهدف لمناهضة ما يعرف بـ(ظاهرة الإسلاموفوبيا)، حيث تعقد في إسطنبول، الاثنين المقبل، اجتماع فريق الشخصيات البارزة حول مناهضة عدم التسامح الديني، الذي يبحث في إيجاد آليات وخيارات قانونية لمواجهة إثارة الكراهية ضد المسلمين.
وقال المتحدث الرسمي باسم المنظمة رضوان شيخ لـ"الوطن": "الاجتماع المرتقب يأتي بناء على قرار مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي الذي عقد في جيبوتي نوفمبر الماضي".
وسيضم الاجتماع عدداً من الخبراء القانونيين والمختصين مثل: المحامي المصري شريف بسيوني، من جامعة ديبول - شيكاجو، الذي رأس اللجنة المستقلة التي تولت التحقيق في أحداث البحرين، بالإَضافة إلى المقرر الخاص السابق بالأمم المتحدة لشؤون التمييز العنصري السنجالي دودو ديان، أحد أبرز الخبراء في مجال حقوق الإنسان، والمستشار في مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف الباكستاني أحمر بلال صوفي.
كما يشارك في الاجتماع سفراء الدول الأعضاء المعتمدون لدى مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف، والمبعوث الخاص للأمين العام لـ"التعاون الإسلامي" لشؤون الإسلاموفوبيا، عمر أورهان.
وأضاف شيخ أن الاجتماع سوف يبحث الخيارات القانونية الممكنة لمحاربة ظاهرة عدم التسامح الديني ضد المسلمين المنتشرة بشكل واسع في الغرب. وأشار إلى أن (التعاون الإسلامي) سوف تطرح في الاجتماع ورقة بشأن (مناهضة التمييز وعدم التسامح ضد المسلمين)، بناء على جلسة العصف الفكري التي جرت في وزاري جيبوتي، بالإضافة إلى قرار 16/18 الذي صدر في مجلس حقوق الإنسان الدولي في عام 2011، بمبادرة من المنظمة والولايات المتحدة الأميركية.
وقال شيخ إن المشاركين سوف يرفعون تقريرا يضم نتائج الاجتماع إلى القمة الإسلامية الثانية عشرة، المرتقب عقدها في القاهرة في السادس من فبراير المقبل. وأضاف أن التقرير يعد رأيا استشاريا مبنيا على القوانين الدولية، وسوف يحتوي خيارات ممكنة من أجل توحيد موقف دول "التعاون الإسلامي" إزاء مسألة التمييز ضد المسلمين.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم المنظمة، أن التقرير سيعرض على الاجتماع التمهيدي في مستهل قمة القاهرة، في الثاني من فبراير المقبل، وذلك لإضفاء البعد السياسي عليه، وإلحاق (خطة عمل) من أجل التمهيد لتطبيق نتائجه.
في السياق نفسه، ينعقد الاجتماع الثاني من سلسلة ما يعرف بـ(اجتماعات وتيرة إسطنبول)، في لندن أواخر يناير الجاري. ويعد هذا الاجتماع الذي تشارك (التعاون الإسلامي) في إعداده، خطوة على طريق إيجاد تفاهم مشترك بين دول المنظمة، ودول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، حول صيغة مشتركة لتطبيق قرار 16/18 وقرار مماثل صادر عن الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، حول (مناهضة التمييز وعدم التسامح الديني).
..و مجلة فرنسية تواصل استفزاز المسلمين
نشرت أمس مجلة فرنسية ساخرة- أحرقت مكاتبها بعد نشرها رسوما كاريكاتيرية اعتبرت مسيئة للنبي محمد-، كتابا مصورا عن حياته.
وأصر ناشر مجلة شارلي ايبدو الأسبوعية على أن الكتاب الجديد بعنوان "سيرة محمد" عمل تربوي أنتج بعد الكثير من البحث وأعده عالم اجتماع فرنسي-تونسي.
وقال ستيفان شاربونييه "إنها سيرة أجازها الإسلام لأن مسلمين حرروها"، علما بأنه صاحب الرسوم في الكتاب الذي حمل غلافه صورة للنبي يقود جملا في الصحراء.
وصرح شاربونييه لفرانس برس في الأسبوع الفائت "لا أعتقد أن العقول المسلمة المتقدمة ستجد أي شيء مسيء" مع العلم بأن صحيفته أثارت غضب أوساط إسلامية عدة مرات لنشرها رسوما للنبي.
وأوضح أن فكرة الكتاب المصور راودته في 2006 عندما نشرت صحيفة دنماركية رسوما للنبي أعادت صحيفته نشرها وأثارت احتجاجات غاضبة في العالم الإسلامي.
ولم تبرز ردود فعل تذكر أمس على صدور الكتاب المصور الذي يباع بستة يورو (8 دولارات).
وندد الاثنين الماضي مستشار كبير لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بالكتاب معتبرا أنه استفزاز متعمد.
وكتب إبراهيم كالين على حسابه في موقع تويتر "إن تحويل حياة نبي الإسلام إلى قصة مصورة هو بحد ذاته خطأ". وتابع "مهما قال مسؤولو شارلي ايبدو فهذا استفزاز".
ونشرت شارلي ايبدو عدة مرات رسوما كاريكاتيرية للنبي للدفاع عن حرية التعبير بحسبها، مما أثار غضب الكثير من المسلمين الذين اعتبروا ذلك إهانة لدينهم.
في 2011 ألقيت قنبلة حارقة في مقر الصحيفة فيما تعرض موقعها للقرصنة بعد أن نشرت عددا بعنوان "شريعة ايبدو" شمل عدة رسوم كاريكاتيرية للنبي. ويعيش شاربونييه بحماية الشرطة بعد تلقيه تهديدات بالقتل.