من الجميل أن يعيش الإنسان تجربة مختلفة، تظل محفورة في ذاكرته، والأجمل عندما تقترن تلك التجربة بالعلم والمعرفة، هذه التجربة يتعرض لها كل طالب مبتعث يعيش في دولة أخرى، وهدفه الأسمى التحصيل العلمي وتحقيق النجاح. هذه التجربة، قد يمر بها الطالب دون أن يشعر بالأعوام والأيام التي مرت، إلا أنه سيظل يستحضر منها تذكاراً بعد سنوات طويلة.

في السابق ربما كانت التجربة أكثر إثارة، حيث كان الفرق بين المعيشة في المملكة، وبين الدول الغربية شاسعاً، وكان أسلوب الحياة مختلفاً كلياً، أما الآن فقد ساهمت الأفلام، والبرامج، والتواصل عبر الإنترنت، والتقنية الحديثة في التقريب بين العادات والتقاليد، والتواصل بين الشعوب، والتعود على نمط الحياة، فعلى سبيل المثال لم تعد الصرافات الآلية للبنوك مثار اندهاش كما كانت في السابق، ولا مطاعم الوجبات السريعة، ولا غيرها من أنماط الحياة ووسائل التقنية، التي أصبحنا بحمد الله ننعم بها.

الشاهد هنا، أن بعض الطلاب المبتعثين - مع الأسف - أصبح ينشغل بما هو موجود لديه أصلاً في بلاده، كالانشغال لساعات طويلة على شبكة الإنترنت، أو استخدام الوسائل التقنية كالآيباد وغيرها من الأجهزة الذكية، ويتجاهل الفرصة التي قد لا يتعرض لها مرة أخرى، في استكشاف ثقافات متعددة، وزيارة أماكن لم يزرها من قبل، والتعرف على أنماط أخرى من الحياة، فأصبح الطالب يدرس لسنوات في بلدان الابتعاث، ويعود وهو لا يحمل تجربة غنية، أو معرفة حقيقية.

وهذا بطبيعة الحال خالف الهدف الأسمى من الابتعاث، وأصبح لا فرق بينه وبين من درس داخل المملكة، خاصة وأن المملكة من الدول التي تعتبر متقدمة في مجال التعليم.