اللغة الإنجليزية لم تعد مجرد رفاهية لغير الناطقين بها، بل إنها لم تكن كذلك قط، وهذا ما لا يتيقن منه الشخص حتى يجد نفسه في قاعة دراسية تتحدث بالإنجليزي "البحت" والأكاديمي، ويتوجب عليه استيعاب كل كلمة والتفاعل معها بسرعة.
ومن الواضح أن إشكالية المبتعثين الأولى وسبب تعثرهم وأخذ مدة أطول في الدراسة، بما يشكل زيادة مصاريف وأعباء عليهم وعلى الدولة، هي اللغة الإنجليزية، وهو أمر طبيعي، فمن يأتي من مجتمع لا يهتم باللغة ولا يضعها من أولوياته، سيواجه الكثير من المتاعب حتى يعيد ترتيب عقله ليتوائم مع اللغة بشكل صحيح.
مشكلة تعليم الإنجليزية لدينا تكمن في اعتبارها مادة دراسية، مثل الكيمياء والجغرافيا، وهو الأمر الكارثي، في وقت من المفترض أن تكون اللغة الإنجليزية هدفا لتصبح وسيلة تعليم، أي أننا نضع في الاعتبار أن مادة الكيمياء والجغرافيا من الممكن أن تدرس بالإنجليزي يوما ما.
حاولت وزارة التربية والتعليم وضع حلول لمشكلة تعلم اللغة، فقررتها في المدارس الابتدائية، وهو أمر جميل طبعا، لكن المشكلة باقية، لأنها لا تخص الزمن والتوقيت فقط، بقدر ما تخص الطريقة والآلية التي يتم التعليم بها.
أي جي هوق، أميركي يعلم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، ويتبنى أساليب جديدة للتعليم تكمن في الاستماع بكثافة والترديد والإعادة، واستطاع في أشهر تعليم عدد كبير من الطلاب في جميع أنحاء العالم كيف يتحدثون اللغة بطلاقة ودون تردد ويستوعبون ما يقال لهم بسهولة.
ما يحتاجه الطالب في الإبتدائية وحتى المراحل الأخرى، هو الاستماع للغة والاستماع بكثافة، دون الحاجة الى أي مهارات أخرى كالكتابة والقراءة، وحين يحصل ذلك سيجد نفسه يتحدث تلقائيا، وحين يبدأ الطالب بالتحدث فيكسر الحاجز الذهني وينطلق بعدها في عالم القراءة والكتابة.