تتجه الكلية التقنية للغذاء والبيئة بمدينة بريدة لمخاطبة أمانة القصيم في فكرة زراعة النباتات العطرية الصحراوية في الحدائق والميادين العامة بهدف تزيينها وإنقاذها من الانقراض.
يأتي ذلك، فيما كشف عميد الكلية أحمد الغنيم عن توجه الكلية لزراعة النباتات العطرية التي لها علاقة بالنواحي الطبية ضمن الحديقة الصحراوية التي تحتضنها الكلية، مشيراً إلى وجود رؤية مستقبلية لتطوير الحديقة من خلال مضاعفة المساحة الحالية لتصل إلى 16 ألف مربع متر.
وأوضح الغنيم في تصريح إلى "الوطن" أمس أنه تم تكليف متخصص في هذا المجال لإعداد تقرير متكامل حول أسماء النباتات ومواعيد الزراعة والمناطق التي توجد بها وكيفية الحصول عليها والتربة المناسبة لها لتجهيز المكان، حيث إن العمل بهذا المشروع وصل إلى اللمسات الأخيرة، وسيتم تنفيذه خلال الثلاثة الأشهر القادمة.
وأكد أن الكلية بصدد انتهاج عدد من السياسات منها أن تكون الحديقة الصحراوية بشكل مستمر، لأن فكرتها حفظ أنواع النباتات الصحراوية وتطوير الموجود منها أو النباتات المنقرضة ويحتاج نموها إلى فترة طويلة بسبب الاحتطاب الجائر، مضيفاً أن الحديقة تحولت إلى مزار سياحي ويفد إليها باستمرار الوفود من خارج المنطقة، فضلاً عن الزيارات اليومية من طلاب المدارس.
وبيّن الغنيم أن هناك صعوبات تواجه إقامة مثل هذه الحدائق الصحراوية، منها أن مسماها غير رائج لدى المجتمع، إضافة إلى البحث عن نوعيات محددة قليلة من مختلف مناطق المملكة مما يصعب الحصول عليها في بعض الأحيان، مشيراً إلى توجه الكلية نحو مخاطبة أمانة القصيم بإمكانية زراعة مثل هذه النباتات الصحراوية في الميادين والحدائق العامة بالمنطقة، وقال إن الحديقة الصحراوية تضم عددا كبيرا من النباتات الصحراوية كالأرطى، والغضاء، والسمنط بأنواعه، والأراك، والرمث، والشيح، والرغل، والطلح، والسمر.
وأضاف أنه تم البدء بإنشاء الحديقة في أول سبتمبر عام 2010م على مساحة 8000 متر مربع، وقد تمت تهيئة أرض الحديقة بتربة من الرمل والطين تتنوع ما بين الكثبان الرملية والفياض الطينية ويتم ريها بالرش، فيما احتوت الحديقة أنواعا عديدة من النباتات الصحراوية المعمرة والحولية والطبية التي زرعت بشكل عشوائي مشابه تماما لما هو موجود في الطبيعة منها.
من جانبه، أوضح المشرف على الحديقة الصحراوية بالكلية عبدالعزيز بن عبدالله الشيب في تصريح إلى "الوطن" أن الحديقة تمثل لبنة أساسية لبرامج أخرى تهدف لتطوير الأماكن الطبيعية وتأهيلها بالتعاون مع عدد من الجهات المتخصصة والمسؤولة بما يكفل حياة هانئة للأجيال القادمة، مشيراً إلى أن الحديقة هي نتاج ما قام به قسم تقنية البيئة من عمل دراسات علمية لحصر النباتات الصحراوية الموجودة في هذا الوطن وزراعتها وتوفير البيئة المناسبة لها، وحفظ البذور وإنشاء متحف خاص للبذور ونباتات المراعي المصبرة للاستفادة منها في الدروس العلمية في بعض الحقائب التدريبية لقسم تقنية البيئة وكوسيلة لنشر الوعي البيئي لدى النشء من طلبة التعليم العام بهدف المحافظة على النباتات الصحراوية وإكثارها، خصوصا في المناطق البرية والرعوية في المنطقة، إلى جانب أن تكون الحديقة معلماً مهماً من معالم المنطقة ويجري توسعتها بمساحة إضافية تقدر بـ8 آلاف متر مربع.