"المواطن رجل الأمن الأول".. مقولة كان يرددها الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، حتى باتت شعاراً أو منهجاً، أخلص المواطنون في تطبيقه، وترسيخه في أبنائهم، على مر السنوات الماضية.
لكن اسمح لي سمو الأمير محمد بن نايف، بوصفكم وزيراً للداخلية، وابناً لصاحب شعار أو منهج "المواطن رجل الأمن الأول"؛ اسمح لي أن أقول إن المواطن أدى ما عليه في هذا الجانب، بل طور من أدواته وأصبح يدعم بلاغاته، بالصور والفيديو والمستندات،ويبقى دور رجال الأمن.
يا سمو الأمير.. يشتكي البعض من سرقات وسطو مسلح على مساكن ومتاجر، بشكل يومي في كافة مدن المملكة، وسط أداء وتفاعل غير مقنع في هذا الملف تحديداً من قبل رجال الأمن وأقسام الشرط، مما أدى بالمواطن إلى اللجوء للإعلام التقليدي، ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر معاناته وقضاياه، فأخيراً أصبح مألوفا نشر مقاطع مصورة لسطو مسلح، في الرياض والشرقية وجدة، وبات مألوفا أيضاً عدم تفاعل الجهات الأمنية مع الأمر بكل جدية، مما يفتح أبواب التكهنات والاستنتاجات والأسئلة.
يبدو يا سمو الأمير أن عدد رجال الأمن لا يتوافق مع معدلات النمو وتطور مستوى الجريمة، وهذا يتطلب تطوير القدرات، ودعمها بآليات وتقنيات جديدة، تعوض نقص العدد، وتصل للمجرم والجريمة بشكل أسرع.
وهنا أسألك يا سمو الأمير: لماذا تأخرت وزارة الداخلية في نصب كاميرات تراقب المجرمين وأمن المدن في كافة أرجاء المملكة؟ إن كان الأمر صعباً، فلماذا كان سهلاً لـ"ساهر"؟ يا سمو الأمير المواطن بات يشعر بأن مشاريع الداخلية المرتبطة بالغرامات والدفع تنجز وتنفذ سريعاً حتى لو كانت مستحيلة، بينما المشاريع المرتبطة بأمنه وراحته تتأخر.
أخيراً سمو الأمير، قلت في البداية إن والدكم ـ رحمه الله ـ رسخ مفهوم "المواطن رجل الأمن الأول"، وأنا أقول إن المواطن على العهد باق، ولكن هذا المواطن ردد معكم "بلد الأمن والأمان".. ونتمنى أن نبقى كذلك.. سمو الأمير: اسأل الناس واستمع لمعاناتهم في هذا الملف.