علي حنبص آل موسى
ما أريد الحديث عنه موضوع في الأهمية، وهو احترام دخول المساجد، التي هي بيوت الله في الأرض، للأسف الشديد نجد الكثير يقصد المساجد، وهو مرتدٍ (جلباب نومه) أو (برمودا تظهر نصف سيقانه)، ويقف بصفوف المصلين، ناسيا أنه يقف أمام رب العالمين.
كيف تقف أمام من يسبح له من في السموات ومن في الأرض، كيف تتجرأ وتقف أمام الله سبحانه بهذا اللبس؟ سبحان الله، حين ذهابك لعملك تختار اللبس الجميل والنظيف، وتكون بمظهر حسن، ولو كنت تقف أمام أحد من كبار الشخصيات لتهيأت للقائه جيدا، واقتنيت أجمل ما لديك، فكيف عندما تقف أمام رب الكون وخالقه، ألا يستحق ربنا تعالى أن نتزين أمامه، ولو لخمس دقائق، فالصلاة هي لقاء بين العبد وربه، وما أروع هذا اللقاء، الذي تجد ربك أمامك تلجأ إليه فيغفر ذنبك، ويقضي حاجتك دون وسيط، والله إنه ليحزنني حين نراكم في عجلة تقفون أمام البارئ بلبسِ لا يقبله العقل(برمودا والساق مكشوفة، والشعر منثورا على الأكتاف)، وكأنكم في رحلة برية، لا حول ولا قوة إلا بالله.وللأسف إن البعض يأتي إلى المسجد بجلباب النوم، ولا ندري كيف رائحته؟ وماذا وقع عليه؟، وما هي نظافته؟ بالله عليك يا من ترتدي ملابس نومك وأنت ذاهب لأداء الصلاة في المسجد، ألا تخجل وأنت تدعو ربك، ولم تلبس الملابس اللائقة والنظيفة؟ في بعض الدول الإسلامية يكون للمسجد هيبة وروحانية، تتمثل في تخصيص لبس للمسجد، وغالبا ما يكون لونه أبيض، تقديسا لهذا المكان، ويقينا بلقاء المولى عز وجل، فأين نحن من ذلك؟ ونحن أمة الإسلام ومهبط الوحي ومن المفترض أن نكون قدوة لكل مسلم يزور هذه البلاد، ونعطي صورة جليلة لهذا الدين، وكيفية تعاملنا مع مقدساتنا، ولا ننسي أن الله جلت قدرته ينظر إليك، فهل ترضى أن يراك بذلك اللباس الذي ينم عن الاستهتار وعدم المبالاة؟! أفلا تخجل حين تنتهي من الصلاة وتدعو الله وأنت تظهر سيقانك والأكتف عارية، وما خفي كان أعظم؟! أفلا تخجل قليلا، إنه يسمع نداءك وقد يعطيك ما أردت؛ لأنه كريم ومنان ورزقه لا ينفد، وأنت لم تستح وجلست أمامه كأنك تجلس مع أناس عاديين، لا يا عزيزي المسلم، فأنت مع ربك وتخاطبه وتطلب منه وتؤمن على دعائك وكل ذلك أعتقد بأنه سيكون جميلا حين تكون هيئتك طيبة أمام الله، فالله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وبالمقابل لا تقل لي إن الله ينظر لأعمالنا أكثر من صورنا، نعم ولكنه جميل يحب الجمال.