انتهت هيئة التحقيق والادعاء العام أمس، من إجراءات التحقيقات، وأخذ أقوال العاملة الإثيوبية المتهمة بقتل مواطن بصورة وحشية، ومحاولة قتل أحد أطفاله. وذكرت مصادر "الوطن" أن إحالة المتهمة إلى المحكمة العامة للتصديق على أقوالها ستتم مطلع الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن آخر جلسات التحقيق انتهت أمس، وأن الإجراءات التحقيقية قد استكملت، وأن العاملة اعترفت بجريمتها، وأن الأدلة الجنائية اكتملت وتطابقت مع عينات المتهمة.

وأوضحت المصادر أن الجانية وتدعى "سعادة"، قد بررت ارتكابها لهذه الجريمة بسبب تلاوة الأسرة للقرآن الكريم بكثرة في المنزل، وأنها كانت تشعر بضيق جراء سماعها الآيات الكريمة تتلى في أرجاء المنزل، فيما أقرت بالتعامل الحسن من قبل أفراد الأسرة. وذكرت المتهمة في اعترافاتها أنها ليست متزوجة، كما هو مثبت في الأوراق الرسمية لها، وإنما سبق لها الحمل "سفاحا" من شخص لا تعرفه في بلدها، وأنها كانت تربي في بلدها فقط ولدا وبنتا لأختها، وأنها من قرية يسكنها قبائل يعتنقون الديانة اليهودية.

وحسب رواية "عبدالهادي"ـ وهو الطفل الناجي من يد العاملة ـ والتي رواها لـ"الوطن" عمه محمد فإن الطفلين التوأم، كانا يلعبان البلايستيشن في حجرتهما، وأنهما سمعا أصوات مضاربة وتكسير، فخشيا الخروج إلى أن هدأت الأصوات، ومن ثم فوجئا بالخادمة ويدها ملطخة بالدماء تخرج من حجرة والدهما، فهرع الأول ليحتمي بغرفته، ولم يتمكن الثاني من الهرب، فأمسكت بذراعه، وجذبته إلى حجرة أبيه لتهوله صدمة منظر والده المقتول بصورة بشعة، فسألها ببراءة، "أيش سويتي في بابا"، وانهالت عليه حينها بالمكواة والسكاكين تحاول القضاء عليه، إلا أنه هرب منها، فأخذت ترميه بكل ما يقع في يدها، فأصيب في عدة أماكن، وأفلت منها وحاول نزول الدرج للوصول إلى باب الشارع، إلا أن دماءه أفقدته التوازن فسقط من على الدرج، وحاول مع ذلك الزحف إلى باب الشارع، إلا أنها أمسكت به، وجذبته إلى غرفة الملابس، حيث ظلت تضربه بالمكواة التي كانت في يدها وبكل ما هو موجود في الحجرة، وهو يحاول الإفلات منها، ولكنها سقطت على الأرض، فأسرع إلى سطح المنزل، وقفز إلى منزل عمه فلم يفتحوا الباب فقفز إلى بيت عمه الآخر، وفتحوا له الباب. وفورا تم الاتصال بأعمامه. وذكر عم الطفل أنه وصل إلى منزل المجني عليه تزامنا مع وصل ربة المنزل، فبحث عن الخادمة ووجدها في غرفة الصالون، ونظر إليها من النافذة، فرآها تضع رِجْلا عل رِجْل وهي بكامل الثبات والثقة، مشيرا إلى أن أخاه كان في الستين من العمر، وقد أجرى مؤخرا عملية زراعة كبد ويعامل معاملة المعاق، وأكد أن الأسرة دللت العاملة بشكل كبير، حتى إنهم خصصوا لها تلفزيونا مبرمجا بقنوات إثيوبية.

وكانت قضية مقتل المواطن على يد هذه العاملة أثارت الرأي العام، وفي مشاعر المجتمع السعودي، نظرا لتكرر حوادث اغتيال واعتداءات شنيعة من قبل العاملات المنزليات، خصوصا بعد اعتراف العاملة في القضية الأخيرة بثقتها أن القضاء السعودي لن يصدر في حقها حكما، بل إن ما سيحدث لها مجرد ترحيها لبلدها، وأن الحكومة السعودية ليس بيدها سوى ذلك، وكانت جهات حقوقية ناشدت جهاز القضاء بالفصل في قضايا العاملات المتهمات في جرائم قتل وسبق أن أحيلت ملفاتهن الى المحاكم، مشيرا إلى أن تأخير إصدار الأحكام في القضايا المشابهة وعدم نشر عقوبة رادعة للمعتدين مدعاة لاستمرار تكرار حوادث الاعتداء والقتل.