علي محمد الشهري
لا يخفى على أحد أن عصرنا الحالي صار حافلا بالأجهزة الحديثة والتقنيات العجيبة التي ما كانت معروفة قبل أعوام مضت وسنين خلت، فها هي الأجهزة المحمولة والشاشات التلفزيونية والكمبيوترات المتنوعة بتنوع الشركات الصانعة لها، وقس على ذلك أمثلة عديدة، كما أن الفضائيات قربت البعيد – بعد قدرة الله تعالى – فتأتيك الأخبار من شرق العالم وأنت جالس في مكانك! بل إن الإنسان العادي الذي لم يحصل على قدر كاف من العلم يستطيع الحصول على أي معلومة بضغطة زر فقط من الإنترنت، والنهضة التقنية باتت تسابق الزمن فلا يأتي يوم جديد إلا ونسمع بابتكار جديد أو اختراع سابق على أقرانه، وكل هذا يستوجب منا أن نشكر الله الذي سخر لنا هذه النعم التي ساعدت بشكل أو بآخر على راحة الإنسان وتقدمه ثم الاستفادة الإيجابية، فهذه التقنية سلاح ذو حدين فيها الجيد وفيها السيئ، ولكن العجيب رغم ما ذكرته سابقا أن ثقافة كثير ممن يعيشون هذا العصر وخصوصا طلبة المدارس - وأخصهم هنا بالذكر لأنهم عماد الأمة – أقول تجدهم لا يحسنون كتابة سطر في الغالب دون أخطاء إملائية، ولا يستطيعون أن يحبروا مقالة أو يجيدوا حتى الحديث بشكل مترابط، ولا يتقنوا مهارة الحساب بشكل جيد وربما يحفظون بعد التخرج من الثانوية بضع كلمات من اللغة الإنجليزية! فمن يتأمل في المخرجات التعليمية يرى ما لا يسره في الغالب، ولعل في اختبار القدرات (قياس) التي تجريها الوزارة كل عام ما يؤكد صحة ما ذهبت إليه، فأين الأستفادة من التقنيات الحديثة؟ وأين هم من دور النشر التي تزدحم المكتبات بنتاجها؟، وأين هم من البرامج الهادفة على شاشات التلفاز؟
السبب ببساطة أن كثيرا لم يحسن استغلال التقنيات الحديثة واتجه بعض آخر إلى الجانب السلبي منها، فكانت النتيجة جيلا مقبلا بأفكار ضعيفة وهشة، لا تحفظ للكبير قدره، ولا تعرف للمعلم حقه ولا تقيم للحياة قدرها..