على الرغم من التحالف السوري الإيراني المعلن، في محاولة القضاء على الثورة، إلا أن معلومات استخباراتية حصلت عليها "الوطن"، كشفت أن مدير فرع أمن الدولة بدمشق وابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، العميد حافظ مخلوف يمارس "عمالة إضافية" لإيران من وراء ظهر النظام في دمشق.

وذكرت المعلومات أن مخلوف درج على تمرير معلومات ووثائق سرية عن الشأن الداخلي إلى مخابرات طهران دون علم قيادته في الاستخبارات السورية. ورغم الوفاق التام بين طهران ودمشق، إلا أن العمل السرّي الذي يؤديه العميد مخلوف، وفقا للمعلومات، لا يدخل في إطار الدعم المقدم لنظام الأسد، إذ إن ما يقدمه من معلومات استخباراتية لطهران يأتي دون علم الدولة.


كشفت معلوماتٌ استخباراتية حصلت عليها "الوطن"، وجود علاقاتٍ "سرّية" بين عددٍ من ضباط الاستخبارات السورية، ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، دون علم القيادة السياسية والعسكرية في دمشق. ومن أبرز أولئك الضباط الجواسيس العميد حافظ مخلوف مدير فرع أمن الدولة بدمشق "ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد"، الذي يعمل على جمع المعلومات لصالح إيران، ويقوم بتمريرها من الداخل السوري لمخابرات طهران دون علمٍ ودون إحاطة قياداته العسكرية في الاستخبارات السورية، وعلى رأسها اللواء ديب زيتون رئيس إدارة المخابرات العامة حالياً، ورئيسها السابق اللواء علي مملوك، أحد أبرز الشخصيات المقربة في دائرة الأسد الضيقة. ويعمل مخلوف على تجنيد ضابط استخبارات سوري هو الرائد زيدون بركات، ليعمل كضابط اتصال بين مخلوف ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، وهي المهمة التي كان يقوم بها سابقا العقيد يوسف إبراهيم قبل تصفيته على يد أحد القناصة في ريف دمشق، طبقاً لما ورد من معلومات عن مقتله. واعتبرت المصادر في حديثها إلى "الوطن" أن تجنيد مخلوف للرائد بركات هدفه صرف النظر عن تحركاته وعلاقته مع الجانب الإيراني، لكونه ضابط استخباراتٍ سوريا من جانب، وابن خال الرئيس السوري من جانبٍ آخر.

وعلى الرغم من التحالف السوري الإيراني المعلن، إلا أن العمل السرّي الذي يؤديه العميد مخلوف، وفقا للمصادر، لا يدخل في إطار الدعم المقدم لنظام الأسد، إذ إن ما يقدمه من معلومات استخباراتية لطهران يأتي دون علم الدولة.

ومخلوف الذي تنحدر جذوره من منطقة القرداحة على الساحل السوري، مسقط رأس الأسد، أمضى دورة الأركان حين كان برتبة رائد مع ماهر الأسد شقيق بشار حين كان في ذلك الوقت برتبة عميد. وسبق أن أُصيب مخلوف في حادث السير الذي أودى بحياة باسل الأسد، نجل حافظ الأسد. ويعد من المحسوبين على الدائرة الضيقة لعائلة الأسد. كما أن عائلة مخلوف هم أصهار الرئيس السوري السابق حافظ الأسد المتزوج من أنيسة مخلوف. وفي أعقاب وفاة الأسد الأب تمكن أبناء مخلوف من تولي عدة مناصب سيادية ودخلوا في عدة قطاعات.

وبدأ محمد مخلوف ينشط في قطاعات نفطية، فيما يعمل المهندس رامي مخلوف في مجالات الاتصالات والعقارات والمقاولات والطيران والسياحة والتجارة الحرة. ويستحوذ الملياردير رامي مخلوف شقيق العميد حافظ مخلوف، على أكبر شركة اتصال متحركة في البلاد، ويوصف في الشارع السوري بـ"رأس أفعى الفساد" في سورية.

وسرت شائعات أن مخلوف قتل في انفجار خلية الأزمة في 18 يوليو 2012 في دمشق، أثناء اجتماع وزراء ومسؤولين أمنيين كبار، والذي ذهب ضحيته عدد من الوزراء وكبار المسؤولين العسكريين. وكان أن كلفه بشار مهمة إخماد ثورة مساجين سجن صيدنايا السوري الشهير عام 2010. واستخدم الأسد حافظ مخلوف لإقصاء زوج شقيقته بُشرى اللواء آصف شوكت نائب وزير الدفاع والحد من صلاحياته، لا سيما أن شوكت لم يكن يحظى بقبولٍ في القصر الرئاسي بعد وفاة الأسد الأب.